رغم قناعتي بالصعوبات التي يعاني منها اتحاد كرة القدم السعودي إلا أنني سأحاول ما استطعت دعمه بالأفكار والمقترحات لعل وعسى يتم الأخذ بأي منها لتساهم في انتشار وتطور كرة القدم السعودية من خلال ما أملكه من خبرة واطلاع واسعين في هذا الجانب. اليوم سأقدم مقترحا جديدا يمكن دراسته ومناقشته وعرضه على مجلس إدارة الاتحاد الموقر لإضافة لبنة مهمة في بناء كرة القدم السعودية بناء صحيحا وسليما من خلال الاهتمام بفئة عمرية مهمة بين 18 و22 عاما وهي سن المرحلة الجامعية وذلك بتشكيل "اتحاد الجامعات السعودية لكرة القدم" ويكون عضوا في الجمعية العمومية، ويتم دعمه من خلال الإعلانات والتسويق الخاص به ومن مداخيل الاتحاد. بفضل من الله فإن الجامعات السعودية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تجاوزت الثلاثين جامعة، ويمكن من خلال إدارة وتنظيم الاتحاد الخاص بها يقام دوري بتصنيفين ممتاز وأولى أو ثلاثة ممتاز وأولى وثانية ويكون بصعود وهبوط في نهاية الموسم ويمكن إقامة بطولة أخرى بنظام خروج المغلوب. إن عمل هذا الاتحاد يختلف كليا عن عمل "الاتحاد الرياضي للجامعات السعودية" لأنه يرتبط بالمنظم العام الرسمي لكرة القدم السعودية، وهذا سوف يساهم في رفع روح المنافسة وانتشار اللعبة بشكل تنظيمي أكثر، وكذلك في اكتشاف مواهب قد لا تجد الفرصة بالتسجيل في الأندية، خصوصا في المناطق البعيدة عن مقرات الأندية الممتازة، ويعطي من جانب آخر فرصة للجامعات للتواصل مع المجتمع الكروي السعودي أو ما يسمى بالمسؤولية الاجتماعية أو خدمة المجتمع. أنا أعرف أن هناك بطولات تقام بين الجامعات السعودية بشكل سنوي، ولكن تنظيمها من خلال الاتحاد المحلي يعطيها بعدا آخر محليا ودوليا، والإشراف عليها يجعل تنظيمها وإدارتها أكثر "رسمية" واحترافية، ويفتح آفاقا أوسع لمثل هذه النوعية من الاتحادات الفرعية داخل الاتحاد الرئيس. هذا المقترح لن يكلف اتحاد القدم إلا القليل من العمل والجهد لتنظيم هذا الاتحاد، ووضع إدارة مستقلة له تقوم على شؤونه وشجونه، وسيكون هذا الاتحاد حجر الأساس في تشكيل اتحادات فئوية أخرى مع الاتحاد الأم لتطوير وتنظيم كرة القدم في السعودية، خصوصا وأن الاتحاد السعودي ذهب إلى تنظيم دوري الأحياء، وهذا عمل لا بأس به، وكان الأجدى هو الاهتمام بهذه النوعية من التنظيمات داخل جمعيته العمومية. مستقبلا، سيكون لدينا اتحاد للهيئات والمؤسسات واتحاد للمدارس، وهكذا كما في معظم الاتحادات المتطورة في جانب التنظيم والإدارة للعبة الشعبية الأولى في العالم، وهذه التنظيمات تساهم في كسب المعلن ورفع قيمة الإعلان لكونه سيضمن الانتشار الأوسع للعلامة التجارية. أحيانا أشعر بالإحباط لكون اتحاد القدم السعودي غارقا في مشاكله وظروفه الداخلية وليس لديه الوقت لاقتراحات أمثالي "المزعجة"، ولكن لا يمنع أبدا من محاولة التطوير والتجديد، خصوصا وأنني محسوب على تيار الخبراء في كرة القدم السعودية، وبلدي تستحق على الأقل المساهمة في طرح الرؤى والأفكار المنطقية ولعلها في يوم من الأيام تجد آذانا صاغية.