الشابة السعودية ولاء فاضل 24 عاماً صاحبة أول مشروع سعودي للرسم على الملابس الذي شغل مشروعها «جيميني» الفريد من نوعه الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي منذ أربع سنوات، وكذلك مختلف وسائل الإعلام، ولفتت انتباه العالم إليها لتكون أول رسامة ترسم يدوياً على القمصان بمحاولة منها لتحويل الملابس إلى لوحات فنية تمثل لابسها، وترشحت لجوائز عالمية كصاحبة مشروع شبابي رائد، وعلى الرغم من النجاح الكبير الذي حققته ولاء وجعل أعمالها محط انتباه الأجانب، حيث تؤكد أن ما يفوق 30 % من تصميماتها يذهب للأجانب، إلا أنها تنتقد قلة الدعم المحلي لها، ففي هذا الحوار صرحت قائلة: «وصلت للعالمية وينقصني الدعم المحلي»، لبست من تصاميمي ديانا حداد وجويل ماردينيان وشذا حسون. . بداية كيف قررت أن يكون الرسم مشروعك الخاص؟ - لدي موهبة الرسم، وكنت طالبة في الجامعة، حيث لزمني الأمر أن أظهر كل يوم بملابس مختلفة أمام صديقاتي في السكن الجامعي، ونظراً لمحدودية ميزانيتي، قررت الرسم على ملابسي لتبدو بمظهر جميل ومختلف وبالفعل تمكنت من ابتكار موضة مختلفة ومميزة لفتت انتباه صديقاتي وقريباتي وبدأن بطلب «تي شيرتس» مرسوم عليها يدوياً، منهن من تختار عبارات شعرية أو حكماً أو رسومات ظريفة. الطباعة على الملابس . نلاحظ أن مثل هذه الملابس منتشرة اليوم، هل تجدين منافسة في مجال عملك؟ - الرائج حالياً، هو طباعة على الملابس وليس الرسم يدوياً، ما أفعله أنا لا يمكن تقليده بشكل مطابق؛ لأنه رسم ويحتاج لفنان كي يقوم به مثل تنفيذ معرض تشكيلي مثلًا، لكنني أقوم بهذا المعرض على الثياب طبعاً أنزعج حين يتم تقليد أعمالي بشكل غير جيد وكأنهم يشوهونها ومع الأسف تنتشر أعمالهم رغم أن مشروعي موثق رسمياً، لكني لم أتخذ حتى الآن إجراءات قانونية بحق المقلدين. . هل تجد أفكارك قبولاً بين الناس؟ - أبهرني حجم إقبال الشباب على المنتج الذي يحمل لغتهم وأفكارهم، فأنا أتوجه لشريحة الشباب بشكل أساسي، وفي الوقت الذي يظن الناس أن شبابنا وفتياتنا مأخوذين بالعولمة وبالثقافة الغربية، أؤكد لكم أنه متى تسنى للشباب منتج يشبههم ويهتم بثقافتهم سيهتمون به، وهذا ما يحصل معي، حيث أحقق نسبة طلبات عالية جداً في مختلف دول الخليج ووصلت للطلاب الجامعيين العرب في الدول الأمريكية والأوروبية إذ يرغبون هناك في التعريف بثقافتهم ولغتهم من خلال موضتهم الخاصة وملابسهم العربية. المرأة السعودية . هل يمكننا اعتبار أن المرأة السعودية انتقلت من مرحلة الاستهلاك للإنتاج؟ - المرأة السعودية حاضرة بقوة وداعمة للاقتصاد في بلدها من خلال أفكارها ومشاريعها الخاصة، المشكلة أن الإعلام بأغلبيته يرغب في تسليط الضوء على توجهات محددة لدى المرأة ولا يركز على النجاحات والأعمال، كما أننا للأسف لا نجد الدعم المالي داخلياً، عن نفسي ما زلت حتى اليوم أعمل بمشروعي بلا تمويل من أحد، بدأت كهواية وأسست مشروعي المبتكر الذي لو كان في بلد أوروبي لوجد اهتماماً كبيراً ولاسيما أنه يوثق ثقافة بلد، لكنني للأسف لم أحظَ بأي تمويل مالي من أحد، بل كثيراً ما تقدمت بطلبات تمويل وتم رفضها وهذا من شأنه أن يحبط أي موهبة، لكنني استمررت بدعم من أهلي وزوجي وأصدقائي، وما زلت أصرف على مشروعي من مصروفي وراتبي الشخصي، أي أنني أعمل موظفة لأدعم مشروعي، بالعودة إلى فكرة الاستهلاك المرأة السعودية كغيرها من النساء العربيات أو المجتمع عموماً للأسف غالباً يثقون بالمنتج الأجنبي أكثر من المحلي؛ وهذه فكرة قديمة ربما لقلة سعر المنتج المحلي مقارنة مع العالمي علماً بأن المنتج العالمي يرفع سعره ليس لأجل الجودة وحدها، بل لاعتبارات الاسم والتصدير أي أننا نراعي الناس بأسعار مقبولة لأننا لا نريد سرقتهم وليس لأن منتجنا أقل جودة، بل على العكس نحن نحرص على الجودة أكثر من غيرنا لنثبت أن المنتج الوطني جدير بالاهتمام. مع المشاهير . لبس من تصميمك مشاهير كثير، أخبرينا عنهم؟ - لبست من تصميمي النجمة ديانا حداد، حيث ارتدت تي شيرت عيد الأضحى، ولا بدأ أن أشكرها على تواضعها الكبير وتشجيعها الاستثنائي واحتفائها بأعمالي، وكذلك ارتدت من تصميمي نجمة المجتمع وخبيرة التجميل جويل ماردينيان هي وابنتها، وقد حققت صورها بملابسي التي نشرتها على إنستاجرام أكثر من 20 ألف إعجاب من متابعيها، كذلك لبست من تصميمي الفنانة العراقية شذا حسون، والإعلامية المتألقة جيسي كرم. . أين النجمات وسيدات المجتمع السعودي لماذا لم يرتدين من تصميماتك؟ - حاولت ذلك مع إعلاميتين معروفتين، لكن للأسف لم أجد رداً منهما، رغم أن البريد السريع أبلغني بوصول العمل لهما إحداهما استغرق مني رسم «تي شيرتها» ثماني ساعات متواصلة لأنه قائم على دمج ألوان وعلى الخط العربي الذي أعمل عليه بدقة عالية ولا يمكنني أن أتحرك ما لم أنجز العمل مرة واحدة، فأنا أنفذ أعمالي بحب وشغف فني، وحين استفسرت من مدير أعمالها إذا وصلها العمل قال «إن ما يصلها من هدايا إذا أراد المرسل أن تصورها وتعرضها في إنستاجرام لا بد أن يدفع لها المال» علماً أن صفحتها في إنستاجرام تغص بالمنتجات والهدايا وهذا الطلب الغريب لم تطلبه مني أي من الشهيرات العربيات اللواتي ابتهجن بأعمالي وشجعنني وفرحن بها كونها منتجاً سعودياً 100 في المائة من الصناعة للرسم للإنتاج للتغليف والتصدير فمن المخجل أن يطلب مني المال وأنا رسامة أرسلت هدية مشغولة يدوياً بتعبي وجهدي لإعلامية من بلدي أبشرها بوجود منتج وطني بامتياز، توقعت أن تفرح بعمل قادم من بلدها وبمواصفات جذبت الأجانب والمشاهير العرب، لكن كثيراً من المشاهير السعوديات للأسف ينجذبن للمظاهر؛ فأنا صاحبة مشروع صغير لا علامة تجارية عالمية حتى يطلب مني المال. تقرير عالمي . في تقرير عرضته مجلة ميوز العالمية، كتب أن منتجاتك تجذب الأوروبيات والأجانب، هل هذا صحيح، وهل يفهمن المكتوب عليها؟ - بالتأكيد صحيح، الأجنبيات يرَين الملابس المكتوب عليها بالعربية والمرسومة يدوياً، هي عمل فني متفرد، يعشقن الخط العربي وكثيراً ما يطلبن مني أعمالًا بحروف عربية، ولدي زبائن من الأجانب غير المقيمين بالسعودية يطلبون أعمالي من الخارج وأرسلها لهم. . ما العمر الافتراضي للقميص المرسوم عليه يدوياً؟ - لدي «تي شيرت» رسمتها لنفسي من ثلاث سنوات، وما زالت بأفضل حالاتها لأنني أستخدم ألواناً خاصة للرسم، وخامة قماش خاصة أيضاً تمنع تسرب الألوان وانتشارها. . هل موضة ال«تي شيرت» رائجة حالياً أكثر من قبل؟ - بالتأكيد منتشرة جداً، ال«تي شيرت» منتج يلبسه كل شخص الغني والفقير، الرسمي والعملي، والآن تسود موضة الدمج بين ال«تيشيرت» العملي والتنانير الشيك هذه الموضة تقريباً مستوحاة من موضة الستينيات وكذلك انتشرت في الثمانينيات. . هل تفكرين مستقبلًا بتأسيس متجر خاص بك؟ - لا أفكر بذلك، الآن تصاميمي تعرض بعدة متاجر متنوعة في السعودية وقطر والكويت والبحرين والإمارات، يطلبونها مني وتعرض كمنتج مميز، أما أنا فأركز على عرض أعمالي عبر الإنترنت خصوصاً «إنستاجرام» عبر اسمي @geminitshi.ts حالياً معظم هذا الجيل يصل إلى العالم بأسره عبر بوابة الإنترنت. . ما المجموعات التي أصدرتها حتى الآن؟ - نفذت مجموعة «أحتاج» وهي مستوحاة من قصيدة للشاعر محمود درويش، فقد ألهمني حبه للقهوة ورسمت مجموعة تتضمن احتياجات الإنسان اليومية مثل النوم والسفر وشرب الشاي والقهوة، للأسف هذه المجموعة تم تقليدها بشكل كبير لكن جميعهم قلدوها عبر الطباعة وليس الرسم، كما نفذت مجموعة تكريمية لعمالقة الفن مثل أم كلثوم وفيروز وعبادي الجوهر وسعيد صالح، ونفذت مجموعة الخط العربي التي اعتمدت على جمل وقصائد شعرية فصيحة مخطوطة يدوياً. إلى جانب مجموعات تنتقد ظواهر اجتماعية بشكل ساخر وطريف، ومنها «شت أب يور ماوس» المستوحاة من الشخصية المصرية التي انتشرت بخطابها الإنجليزي الركيك الموجه للرئيس أوباما، وهذه ال«تي شيرت» حققت أعلى نسبة مبيعات عبر الإنترنت ل«تي شيرت» واحدة وطلبتها الكاتبة الكويتية فجر السعيد والفنانة العراقية شذا حسون، كما قدمت مجموعات خاصة بالأعياد والمناسبات الوطنية. . أيهما أكثر إقبالاً على أعمالك الرجال أم النساء؟ - كلاهما، فالمرء بطبعه يحب الخصوصية، والتميز، كثير من الشباب يطلبون أعمالًا لهم ولزوجاتهم والعكس صحيح.