هي مدينة ساحرة تأخذ اللب بأبراجها الشاهقة وشوارعها الجميلة وأرصفتها الموشحة بالورود ونظامها الذي يلفت نظر الزائر فيها للمرة الأولى حيث يحسب انه في مدينة أوروبية او أمريكية ولكنه في مدينة عربية خليجية لن اذكر اسمها.. ما أستغربه ويجعلني أفكر مليا ومليا لماذا هي كذلك ومدن بلادي غير ذلك ولماذا مدينتي جدة غير ذلك؟ هل موارد تلك المدينة تفوق إمكانات بلادي؟ هل موقع تلك المدينة يتميز عن موقع مدينتي جدة؟ هل المستوى التعليمي والاقتصادي لأهل تلك المدينة أفضل من مستوى أهل جدة؟ هل لتلك المدينة تاريخ وحضارة قديمة تنافس بها مدينتي جدة؟ ولكن اجابات تلك الأسئلة لم توقف حيرتي بل زادت حيرتي!!!! فبلادي حباها الله بموارد طبيعية ومكانة اقتصادية يجعلها تتبوأ مكانة عالمية مرموقة وموقع جدة الجغرافي بين مدينتين مقدستين هما مكة المكرمة والمدينة المنورة يجعلها تتميز عن غيرها، ولمدينتي تاريخ قديم من زمن أبونا آدم وأمنا حواء. كثيرا ما انتقدت أمانة مدينتي وألقيت باللائمة عليها حتى أنها أصبحت لا تبالي بما ينشر عنها وتكتفي بإلقاء التهم على الأجهزة الأخرى وتبرئة نفسها، ولكني قررت أن لا اكتب عنها مجددا ولكن زيارتي مؤخرا لتلك المدينة الخليجية وانبهاري بها رغم أني زرتها قبل سنوات فوجدتها تتجدد وتزداد سحرا وجمالا ولقد تخطى وضع جدة للمدن الأخرى من بلادي فهي تعاني نفس الشيء من سوء في جانب من النظافة والترتيب وعدم جاهزية البنية التحتية فلو كان الخلل في الامانات والبلديات جميعها فإن ذلك يعني أن الخلل في وزارة البلديات والشئون القروية وبالتمعن في أحوالنا نجد أن الخلل أعمق وأشمل فالوزارات تشتكي من قلة الاعتمادات المالية والمواطنون يشتكون من عدم جودة الخدمات والحل من وجهة نظر العبد الفقير الى الله يكمن في عدة حلول هي: انشاء وزارة للتنمية الإدارية تعتني بجودة الأداء وتطوير الأنظمة وترتقي بأداء الاجهزة الحكومية وإنشاء هيئة للأراضي تعتني بتجميع بيانات الاراضي الحكومية غير المستغلة وتعيد توزيعها بشكل عادل بين الجهات الحكومية وتعنى ايضا بعمل لائحة لإدارة الأراضي بشكل فعال، وإنشاء وزارة للأشغال العامة لوضع المواصفات والمعايير للمشاريع الحكومية وتعنى بتطبيقها لتنفيذ مشاريع ذات جودة عالية وبأقل تكاليف ممكنة وهناك العديد من الملفات بحاجة الى سرعة البت فيها ومنها اعتماد كادر للمهندسين وإعادة تقسيم المناطق الإدارية بالمملكة والاهتمام بوضع استراتيجية لمكافحة الفقر ومراجعة الكثير من الأنظمة واللوائح التى مر عليها الدهر ولم تتغير والمسارعة في اعتماد المراسلات الإلكترونية بدلا من المخاطبات الورقية والصادر والوارد الذي يستغرق وقتا طويلا فتوجيه خطاب من جهة لأخرى يستغرق اياما بل أسابيع في حين ان البريد الإلكتروني (الإيميل) يستغرق دقائق معدودة واكتفي بتلك الاقتراحات التي اجزم أنه لو عمل بها لتبوأت مدينة جدة مكانتها وأصبحت أفضل بكثير من تلك المدينة الخليجية.