* نقطة منتصف العمر * بقلم أ. د سلمى عبد الرحمن الدوسري دائما نقف في منتصف الطريق من رحلة العمر، لنتأمل ونعيد النظرفي مشوار قطعنا فيه رحلة إنجاز ، تكللت بالنجاح، و نرقب النظر في حسابات جديدة قد نخوضها بهمة البدايات..ان أصعب المسافات التى يتم مناقشتها مع الذات هي مسافة منتصف رحلة مشوار العمر. هي الحيرة بين التوقف أو المضي فهي تحتاج منك قوة وشجاعه، و استجماع للتصورات و التوقعات الجديدة .. هي النقطة، التي ننظر فيها إلى نقطة البدايه اي الالتفات الى الوراء بشئ من التأمل إن كان في مسارها من وقفات، تجعل شريط الذاكرة يؤمن عليها إن كان هذا هو المسار الصحيح بها ! .. فتتلوا على الذات كثير من الأسئلة مع ادارة لالبوم صور الذكريات حيث تتقافز اثناء التصفح بعض الكلمات تبحث عن جواب( لو ،هل ،يمكن) بين كل منعطف وممر في مشوار الحياة .. وبعد كل هذه الكلمات هناك إنجازات جميله، فتلك الكلمات التي تتميز في مظهرها برداء جميل تستجلب مواقف الفرح لدقائق؛ ولكن تلك الكلمات قد لا تحمل ما تحمله دواخلنا من تفاصيل دقيقة تفرض طقوس حزينه في موقف اتخاذ قرار .. وربما القرارات التي ناخذها ونتوقع أنها ، ستأتي بأشياء عكس ما نتصور. قد تأتي برؤيا جديدة وآفاق تمحو كثير من الاسئله عن النفس اللوامه والأفكار السلبيه ..كم من آلالم عشنا كم من الاميال التي ركضنا في مضمارها سرقت في هدوء ساحر وعجيب زهرات من العمر ..أين اختفت .. اين توارت ليس بالامر الصعب ان نعرف انها على صفحات الذاكرة اووريقات في مجلد السيرة الذاتية .. إن اتخاذ قرار ليس بالأمر السهل فنحن نبصر الجوانب الحالية وتغيب عنا أمور مستقبليه كم هو صعب جدا أن تتخذ قرارا الكل يقف أمامك للتريث يجعلك تقلب صفحات رسمت عليها كثير من الوجوه بكافة التوقيعات التي صبغتها..فكم اشخاص مروا في حياتنا تركت احافير رائعة بالروح رحلت بهدوء نسمة الفجر أو كما تنساب قطرات الماء من بين اليدين ..ووجوه تركت بصمت أسى في نفوس الناس وتبحث من خلال تملقها بسمة رضا وسماح .. كم هي تلك الوجوه مضحكة في تصنعها لسلوكيات لم تجبل عليها أنها لحظات حرجة أن ترى من كان بالأمس يحمل سطوة العنف..اليوم يطلب الود هم قليلون لكن لم تصحو ضمائرهم إلا بعد نقطة العودة. .قد نقول أن الله غفور رحيم ولكن في المقابل لها شديد العقاب .. هل امننا عقوبته. . كم من الأسماء في سجل الذاكرة تصفحتها الذات تركوا ذكريات لاتنسى لنسأل أنفسنا هل أخطأنا بحقهم هل حفظناا الود القديم لهم؟ ..لن ننكر ابدا بسلامتنا من الخطاء.. أننا خطأون ومن منا لم يخطى.. لكن دائما هناك فسحة أمل هي (خير الخطاؤن التوابون) .. كثير من الوجوه خسرناهم في لحظة ..تمر علينا صورهم بين الفترة والأخرى يبزغون علينا مع نسائم الصباح والمساء يصيبوننا بالحنين لهم إن الفراغ الروحي الذي تركه غيابهم يشعرنا بكثير من الأسى والألم لفقدهم لن أطيل تصفح سجل الذاكرة أو نقطة منتصف العمر لم يعد من الوقت ما يجعلنا نتحسر ..لننطلق الى مساحة مليئه بلون شعاع الذهب الساطع الذي يملأ الروح بالتفاؤل والتسامح بأن القادم سوف يكون بإذن الله أجمل فهناك مقولة جميله .. (غدا يحمل في جيبه خبر واجمل خبر ) هذا من باب حسن الظن بالله وشحذ الهمة لمواصلة باقي خطى أميال مشوار العمر.. بالايمان والثقة ..في كل ما ترى العين من مخلوقات الله بالوجود .. فنحن خلقنا لإعمار الكون ومواصلة المسيرة التي اختارنا الله لها. .. وتحقيق الأمانة التي حملها الإنسان وكان الإنسان جهولا. (إن عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا) اضاءة: * استمتع برحلة الإنجاز ففيها متعة تضاهي متعة الوصول للهدف * عندما نفقد من يحبنا ونحبه نفقد كل كياننا.