×
محافظة تبوك

20 ألف بطانية توزعها «خيرية آل إبراهيم» في مختلف مناطق المملكة

صورة الخبر

حتى وقت قريب كنت أصدق فعلاً بأن الإنسان لا يستعمل سوى من قدراته الذهنية (ولعلك مثلي صادفت هذا الادعاء السخيف في الصحف والمراجع النفسية الرصينة)!! وفي البداية كانت تروقني هذه الفكرة كونها تعطيني الأمل باستغلال ال المتبقية ذات يوم والتحول إلى عبقري «ما حصلش». غير أن سنيناً مرت ولم ألمس طفرة في قدراتي العقلية ولا مواهبي الذهنية.. سنين مرت ومازلت أرى الأحمق أحمقاً، وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم، وجميع البشر أنهم أذكى ما خلق الله بين البشر.. وما جعلني أصدق هذه الفكرة أعواماً طويلة أنني كنت أصادفها دائماً في مراجع علمية محترمة فأقول لنفسي «وهل أنت أدرى من الاخصائيين وعلماء النفس والأعصاب»!؟ غير أن التصديق بأن الإنسان لا يستعمل إلا من قدراته العقلية أمر تناقضه حقائق كثيرة - من أكثرها غباء الاعتقاد بأن جماجمنا الضخمة ليست سوى تجويف أحمق: - فلو اقتصر استخدامنا على هذه النسبة لكنا أقل مستوى من حيوانات ذكية تالية لنا كالدولفين والشمبانزي والفيل! - ثم إن عدم الاستفادة من من مادة الدماغ يجعلنا نتساءل عن الحكمة من وجودها أصلا! - ورغم ان التاريخ يحفل بالعباقرة، إلا أن أيا منهم لم يبلغ قدراً من الذكاء يتناسب مع ال المتبقية! - اضف لذلك ان تكنولوجيا تصوير المخ الحديثة (مثل الPET وMRI) اثبتت ان جميع أجزاء المخ تستعمل لغرض ما.. صحيح انها قد لا تعمل في نفس الوقت.. ولكن من قال إن عضلاتنا تستعمل أيضاً لكل الوقت؟! - الدليل الخامس ان من يصاب بارتجاج في المخ أو يضطر لاستئصال شيء من دماغه يظهر عليه تدهور مواز في قدراته العقلية.. ولو كان لدينا احتياط بمقدار لما رأينا ضرراً موازياً في تلك القدرات (بكلام آخر هل سمعت طبيباً قال يوماً لمريضه: جات سليمة؛ لقد أصبت في ال غير المستخدمة)! ما يبدو لي أن من حاك هذه الأسطورة لم يكن مهتماً بحقيقة ال بقدر اهتمامه بترك المساحة المتبقية لتفسير قدرات العقل الغامضة.. فالتخاطر والرؤى والإلهام والابداع وقراءة الأفكار جميعها مواهب غامضة لا يوجد لها تفسير شاف.. وعليه قد يرتاح البعض حين ينسبها ل من قدرات العقل غير المكتشفة.. كإجراء مؤقت.. غير أنني لا أرى ما يمنع تفسير المواهب النفسية الخارقة كنتيجة لتعاون ملكات العقل المعروفة لدينا بالفعل.. فمن المعروف ان طريقة التفكير (لا حجم المخ) هي الفيصل في رقي الملكات العقلية وظهور الابداع والعبقرية؛ وبناءً عليه فإن إخلاء من مساحة المخ ليس شرطاً لتفسير أي مواهب جديدة أو غامضة! .. ما تأكد لي أن تبني المعلومات بدون نقدها، وترديد المقولات بطريقة الببغاء عادة لا يقتصران على العامة فقط بل يشيعان أيضاً في الوسط العلمي وأشهر المراجع الرصينة!! وبهذا الخصوص أحيلكم إلى مقال أقدم ابحثوا عنه في النت بعنوان: «خمسون كذبة في علم النفس»!