لندن: علي بدرام انتقد وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، تصريحات الرئيس الأميركي باراك أوباما خلال لقائه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي عقد في المكتب البيضاوي أول من أمس، والتي قال فيها إن كل الخيارات ما زالت مطروحة في التعامل مع الملف النووي الإيراني. وكتب ظريف في آخر تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «اعتقاد الرئيس الإيراني بأن إيران تتفاوض بسبب تهديداته وعقوباته غير القانونية هو امتهان لدولة ومحاولة لاستعراض للعضلات وخطأ». ثم تبعها بتغريدة أخرى قال فيها «يحتاج الرئيس أوباما إلى الاتساق لتعزيز الثقة المتبادلة. فالتخبط يدمر الثقة ويقوض مصداقية الولايات المتحدة». لكن مسؤولا أميركيا كبيرا قال أمس إن الاتهامات التي ساقها ظريف ضد الرئيس باراك أوباما ناتجة عن الضغوط التي تمارس في إطار السياسة الإيرانية الداخلية. وأكد هذا المسؤول رافضا كشف هويته أنه لم يفاجأ بتصريحات ظريف الذي اتهم أوباما بتقويض الثقة بين واشنطن وطهران عبر التأكيد أن الخيار العسكري ضد إيران لا يزال مطروحا، وذلك رغم التقارب الخجول بين الجانبين الأسبوع الفائت. وأوضح المسؤول أن سياسة بلاده حيال البرنامج النووي الإيراني لم تتغير، وأن واشنطن تفضل حلا دبلوماسيا في هذا الملف. وأبدى الرئيس الأميركي الأسبوع الفائت أمام الأمم المتحدة استعداده لإعطاء فرصة للدبلوماسية في محاولة لمعالجة الملف النووي الإيراني. لكنه ذكر الاثنين خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الخيار العسكري لا يزال مطروحا في حال أخفقت المفاوضات. واعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، الثلاثاء، أن «تذبذب» مواقف الرئيس الأميركي باراك أوباما ينسف الثقة. وكتب ظريف على حسابه في موقع «تويتر» «يجب أن تكون مواقف الرئيس أوباما متسقة حتى يمكن تعزيز الثقة المتبادلة. التذبذبات تنسف الثقة وتضعف المصداقية الأميركية»، وذلك ردا على تصريحات الرئيس الأميركي بأن الخيار العسكري ضد إيران ما زال مطروحا. وقال أوباما خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي «اتفق أنا ورئيس الوزراء، منذ وصولي إلى الحكم، على ضرورة ألا تمتلك إيران سلاحا نوويا. هذا أمر مهم للأمن الأميركي والإسرائيلي والعالمي لأننا لا نريد أن نتسبب في انطلاق سباق تسلح نووي في المنطقة الأكثر اضطرابا في العالم»، بحسب البيت الأبيض. لكن تصريحات الرئيس أوباما التي قال فيها «سنعمل على التشاور بشكل وثيق مع إسرائيل وأصدقائنا وحلفائنا في المنطقة خلال هذه العملية»، تتفق مع ما يراه الأميركيون من ضرورة أن تجد دبلوماسيتهم نحو إيران دعما من حلفائهم في جميع أنحاء المنطقة، خاصة إسرائيل. وربما كان ذلك هو السبب في إعادة تأكيد أوباما لرئيس الوزراء الإسرائيلي أنه «بالنظر إلى التصريحات والتحركات من النظام الإيراني في الماضي - التهديدات الموجهة لإسرائيل والتحرك ضد إسرائيل - بات من الواضح تماما أن الكلمات غير كافية، ومن ثم ينبغي على إيران اتخاذ خطوات تمنح المجتمع الدولي الثقة، وضرورة الوفاء بالتزاماتهم بشكل كامل، وتأكيد أنهم ليسوا في موقف يملكون فيه سلاحا نوويا».