لم يكن الروماني كوزمين أورلايو مدرب المنتخب السعودي لكرة القدم، منجما أو عالما بالغيب، عندما اشترط من ضمن شروطه الثلاثة، قبل موافقته على قيادة الأخضر مؤقتا في بطولة كأس آسيا 2015 في أستراليا الشهر المقبل، تأجيل جولة كأس ولي العهد للدور ربع النهائي، وكذلك لقاء الاتحاد والهلال المؤجل في دور الـ 16 من البطولة نفسها، بل لأنه مدرب صاحب نظرة ثاقبة ويقرأ الأحداث ويتحوط لها من واقع خبراته التي اكتسبها طوال مشواره التدريبي. ورغب كوزمين من وراء شرطه بعدم لعب أي لقاء في الأسبوعين الأخيرين من الشهر الجاري، خوفا من الإصابات والإرهاق وبحث عن تهيئة اللاعبين نفسياً وبدينا بقضاء وقت أكبر مع عائلاتهم ليتحرروا من أية ضغوط عانوها خلال مشاركاتهم الماضية سواء مع فرقهم أو الأخضر نفسه. أمس الأول لعب النصر، الأهلي، الاتحاد، والهلال لقاءات كأس ولي العهد، وهذه الفرق إضافة إلى الشباب تمثل أساس الأخضر والعمود الفقري له، الأول والثاني واجها الشعلة والاتفاق ولم تكن المباراة صعبة فنيا وبدنيا على الفريقين، ومرت دون أية إشكالات فنية أو بدنية. مواجهة الاتحاد والهلال التي امتدت إلى 120 دقيقة، كانت الأصعب ووقع المحظور عندما تساقط أكثر من أربعة لاعبين بسبب الإرهاق والشد العضلي بدأها مختار فلاتة وبعده عبد الفتاح عسيري ثم ناصر الشمراني وبعده جمال باجندوح. من جانبه، أكد هاني أنور مدرب اللياقة الحالي أن ما حدث من حالات الشد العضلي لبعض اللاعبين في لقاء الاتحاد والهلال أمر طبيعي بحكم تداخل المباريات والمسابقات والمشاركات الخارجية مع المنتخب والأندية. وقال "الشهران الماضيان شارك اللاعبون الدوليون في عدة مشاركات بدأها لاعبو الفريقين، في بطولة آسيا ومن ثم شاركوا في بطولة "خليجي 22"، وبينهما دوري عبد اللطيف جميل، لذا فإن كوزمين عندما طلب تأجيل مباريات كأس ولي العهد لم يكن يبحث عن إراحة اللاعبين لأنهم جاهزون، ولكن كان بسبب الخوف من الإصابات والإرهاق اللذين ربما يتعرض لهما بعضهم، بحكم أنها لقاءات خروج المغلوب وغالبا ما تكون مليئة بالإثارة والقوة". وقلل هاني من خطورة إصابة بعض اللاعبين وإرهاقهم وقال "من حسن حظ المنتخب السعودي أنه يضم مدرب لياقة متخصصا ومتمكنا هو عبداللطيف الحسيني، ويكون قادرا على التعامل مع هذه الإشكالية بحكم التخصص". يشار إلى أن الشارع الرياضي قد اشتعل في اليومين الماضيين في ردة فعل قوية تجاه طلب كوزمين تأجيل مباريات كأس ولي العهد، وانقسم بين مؤيد، ومعارض قبل أن ترفض لجنة المسابقات طلبه بسبب البرمجة المسبقة وضيق الوقت بعد عودة المسابقات المحلية في نهاية كانون الثاني (يناير) المقبل. وذهب التعصب بالبعض إلى تحوير طلب كوزمين بأنه يصب في خدمة أندية بعينها وأن المستفيد من هذا التأجيل سيكون الهلال الذي يعاني قبل مواجهة الاتحاد إرهاقاً وتذبذباً في المستوى الفني على حد تعبيرهم. ولأن الشارع الرياضي السعودي اعتاد على الضجيج فصدمه كوزمين بالاعتذار عن الإشراف الفني على الأخضر بحجة عدم تعاون اتحاد القدم السعودي معه، إذ إنه خير الأخير بين تأجيل المباريات أو تفريغ اللاعبين الدوليين ولكنه لم يستجب لطلبه قبل أن يحتوي الأزمة وينجح في ترضيته.