الفن التشكيلي هو هوية الأمة وبصمتها التي تخلّد عبر السنين، فالفن حالة مبدعة تعبر عن الوجدان وتجسد الثقافة والأصالة والتراث، ومن خلاله تتحدد ملامح الهوية الفكرية للوطن وأبنائه فهو ما يعبر عن روح وطن بأكمله، ولكون الممارسات التشكيلية تعتبر إحدى أهم المجالات الفكرية الثقافية التي يكون الإبداع والتجديد من سماتها الأساسية، ولما شهدته المملكة في عصر النهضة من الازدهار والإبداع في جميع المجالات المختلفة، وإيمانًا منها في إبراز الحركة الفنية التشكيلية ودعم أبنائها من الفنانين والفنانات الموهوبين أطلقت الشركة العربية للتعهدات الفنية بالتعاون مع الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون "معرض فنون العربية"، حيث شهدت الرياض ولأول مرة أكبر معرض مفتوح في الطرقات على مستوى المملكة والشرق الأوسط لعرض لوحات الفنانين السعوديين المبدعين والموهوبين المشاركين على لوحات الطرق الخارجية في مشهد بهيج، إذ توج شارع التحلية في الرياض بالعديد من الأعمال الفنية على طول الطرقات بحضور الفنانين والفنانات المشاركات وحشد من الشخصيات الرسمية والاجتماعية والثقافية تهدف إلى دعم الفنانين المبدعين والموهوبين السعوديين الشباب وتعريف عامة الناس بهم وبفنهم بطريقة مبتكرة، وقد انتشرت أعمالهم الفنية على 3.600 لوحة إعلانية بكافة أنحاء المملكة العربية السعودية، لتتحول الطرقات السعودية إلى أكبر معرض للفنون التشكيلية في منطقة الشرق الأوسط يتمكن من مشاهدته الملايين من الناس في وقت واحد في جميع أنحاء المملكة التي اعتبرت واحدة من عواصم الفن التشكيلي في العالم. "سيدتي نت" تواجد في هذا العرس الفني وحصد على مقابلات مع الفنانات والشخصيات البارزة الذين وجهوا بدورهم رسالة خاصة للمملكة لدعمهم، وبدايةً أشاد الأمير مشعل بن محمد بن سعود بن عبد العزيز آل سعود لـ"سيدتي" بالمعرض المفتوح، حيث قال:" لقد تفاجأت بما شاهدته من أعمال، وأيضًا بفكرة المعرض إجمالاً حيث تعتبر فكرة رائعة تشعرنا أننا لسنا في المملكة، بل في إحدى بلدان أوروبا أو أمريكا الشمالية الراقية، فإقامة مثل هذا المعرض المتميز بتلك الأعمال الفنية الإبداعية يعتبر بحد ذاته خطوة جميلة ومتقدمة للمملكة. وأكدت الفنانة التشكيلية الواعدة نجلاء الأيداء الحاصله على بكالوريوس التربية الفنية ان الفنانات السعوديات كثيرات ولكن لا يجدن من يسلط الضوء عليهن وعلى اعمالهم لذا جائت فكرة المعرض رائعه حيث شاركت بلوحة " الحياة " التي تعبر عن الحياة وتاثيرها على الانسان وشعورة والمزيج المكون داخل الانسان من الغضب والفرح وكيف تغير الحياة من حياة المرء وقد تم تجسيد كل ذلك بخطوط تجريديه مع تكعبيبيه ، وأضافت اقامة معرض مفتوح ووضع الأعمال أمام الجميع على الطرقات لمشاهدتها هي أفضل وسيله لنشر الثقافة. وصرح عبد العزيز الزهراني رئيس لجنة الفنون التشكيلية في جمعية الثقافة والفنون بالرياض، وأحد الأعضاء بلجنة التنظيم لفنون العربية أنّ الفكرة بدأت منذ ثلاثة أشهر؛ حيث قررت الشركة العربية للدعاية والإعلان القيام بحملة فريدة من نوعها لخدمة الفنانين التشكيلين تهدف إلى إبراز حراك الفن التشكيلي في السعودية، وجاء ذلك من خلال قيامها بعمل مباردة أول معرض في الهواء الطلق، حيث تقدم منذ شهر أكتوبر الماضي 940 فناناً تشكيلياً للاشتراك قدموا 3.162 لوحة فنية تحاكي جميعها قضايا تتعلق بالإنسان والوطن والمجتمع والتاريخ والتراث والحداثة وصراع الأجيال، وغيرها من المواضيع التي تُعتبر في مركز المشهد الثقافي السعودي والعربي والعالمي، علماً بأن هذا المعرض كان مخصصاً فقط لفئة الشباب حتى سن "35 عاماً"، وتم اختيار 80 مشاركاً، وتجاوزت نسبة وجود الفنانات المشاركات الـ 50% في إقبال مميز وقوي فاق التوقعات بشكل كبير، وأضاف: "لاختيار الأعمال الفائزة تم تشكيل لجان لتحكيم الأعمال مكونة من ثلاثة من المحكمين المختصين أكاديمياً والفنانين التشكيليين". قال الأستاذ محمد بن عبد الإله الخريجي نائب الرئيس التنفيذي وعضو مجلس إدارة الشركة العربية ورئيس اللجنة المنظمة لمعرض "فنون العربية": "سعِدنا جميعاً بتشريف من شاركنا في انطلاق فعاليات هذا المعرض الذي يعتبر الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط لكونه الأكبر من جهة امتداده الجغرافي في كافة المناطق السعودية، كما أن هذه المبادرة تأتي في إطار استراتيجية الشركة العربية لخدمة المجتمع السعودي كأحد المهام الجوهرية التي تنهض بها لتنفيذها بالتعاون مع الجمعية العربية السعودية للثقافة، ولأهمية المعرض في إشباع حاجات الناس الجمالية عن طريق نشر الأعمال الفنية المبدعة والجميلة التي يمكنها أن تجلب السعادة والبهجة للإنسان، وهو ما نسعى لتحقيقه من وراء هذا المعرض الكبير". المزيد من تفاصيل المعرض ولقاءات خاصة مع المشاركين والمشاركات بأعداد سيدتي المقبلة