عبده خال الفعل الإرهابي فعل مدمر في كل حالاته، ورفضه لا يكون مجزأ أو معللا، ومن يظهر التريث في حكمه بدعوى تعريف الإرهاب يكون باحثا عن ظل في صحراء متسعة لكي لا يقول أن هجير الصحراء هالك. وكما كان اللوم منصبا على من تريث بالحكم على أفعال القاعدة، يكون اللوم الآن منصبا على من يصمت عما يحدث في العوامية. فنتائج الفعل الإرهابي (لأي فئة أو طائفة) تحمل نفس بطاقة الدمار والفوضى ورفض قبول الآخر والبحث عن التصفية الجسدية قبل المطالبة بالحقوق والواجبات. وحديث (السفينة) حمل منطقا عميقا يظهر بأن الكيان الواحد لا يتفرد به أحد دون الآخر، وأنه ملك للجميع ومسؤولية سلامته وصيانته مسؤولية الجميع. فركاب السفينة لا يتم تصنيفهم على ما يحملون من معتقد أو جاه أو نسب، فالبحر يحمل هذه الكتلة على أنها سفينة تقل ركابا يرغب كل أحد منهم للوصول إلى شط الأمان، والبحر لا يحمل ذاكرة تصنف من يخترقه، إذ إن قاعدة الطفو والرسوب لديه هي المتسيدة في من ينجو ومن يغرق. والصمت حيال أحداث العوامية هو صمت من يريد إيجاد قاعدة خارج القوانين الفيزيائية، والتعامل مع حالة الإرهاب الحادثة هناك أنها شغب أو مطالبة بحقوق أو فئة محدودة هو نفس فعل من يبحث عن ظل في صحراء واسعة، وفي كل حالات العوامية كان الإرهاب حاضرا بترويع الناس وزعزعة أمن الأمن، وبمقارنة مثالنا بما يحدث هناك يكون المطلب الذي تبنته الفئة القليلة من أجل خرق السفينة هو نفس الفعل الذي يحدث الآن. فليكن موقفنا موحدا ضد الإرهاب كما كان الموقف موحدا من خرق السفينة.