أبدأ مقالي بما استجد، حينما أكد الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال أن من يريد منصبه "أن يقدم شيكا بـ81 مليون ريال ثم نناقشه". وهنا أستغرب من الأمير عبدالرحمن الذي يعيش سنته السابعة رئيسا ومع ذلك "يطمس/ يتحاشى/ ينسى" اللوائح التي تحتم "انتخابات" حينما يستقيل الرئيس أو تنتهي فترة ولايته. ومن هذا المنطلق أقول، متى تيقن الأمير عبدالرحمن أنه غير قادر على الاستمرار فليتبع الإجراءات النظامية المؤدية إلى انتخابات، وهذا من أهم واجبات الرئاسة العامة لرعاية الشباب بقيادة الأمير عبدالله بن مساعد، بأن تعمل باللوائح وتعقد الجمعية العمومية في مقرات الأندية من خلال العضوية وليس في اجتماع "نخبوي" في منزل عضو شرف. وفي الجانب الأهم، واستكمالا لمقال الاثنين الماضي، فإن مشوار الأمير عبدالرحمن حافل بالتغييرات والبذخ المالي دون مردود مواز، وكثير من البطولات والقرارات تصادق على أن الأمير عبدالرحمن "غير محظوظ"، مع التشديد على أن الحظ لا يخدم من لا يخدمه بالعمل والحرص على تلافي السلبيات والتعامل مع مختصين وعدم الانفراد بالقرار، فالحظ ربما يبتسم مرة ولكنه لن يكون في جانبك ما لم تحقق متطلباته الضرورية، علما أن الحظ قد يكون مضادا إلى درجة العداوة، مثلما في نهائي آسيا أمام سيدني الذي كسب كل منافسيه بنفس الطريقة. وفي شأن المدربين واللاعبين، وبعد مرحلة "جيريتس وسامي" كثنائي تدريبي ومدير عام، فقد الفريق شخصيته التدريبية والإدارية في أغلب البطولات، عدا فترتي كالديرون ثم سامي "تدريبيا"، وبين هذه وتلك قرارات في أغلبها مزاجية وغير احترافية، بإقالة المدربين الأنجح بطوليا وعمليا، والتعاقد مع مدربين غير مناسبين لأن أصحاب القرار والاستشارة غير قادرين على إجادة الاختيار. وبالنسبة للمدرب "ريجي"، فلست بصدد حكم نهائي، مع أهمية تقويم عمله مع البدلاء والتغيير أثناء المباريات، وترقب ماذا سيعمل في فترة الشتاء التي شهدت أهم الإصلاحات العام الماضي مع سامي. وهنا أنوه بعمل وتفاني فهد المفرج الذي يبدو أن صلاحياته محدودة. بالنسبة لأعضاء الإدارة، فقد اهتم الأمير عبدالرحمن في السنتين الأخيرتين بجلب رجال أعمال يدعمون مثل: خالد المليحي وراشد العنزان وقبلهم حسن الناقور، وأخيرا محمد الحميداني "نائب الرئيس"، الذي دفع 30 مليون ريال حسب تأكيد الرئيس، وله حضور فاعل رغم خطئه الشهير "جل من لا يخطئ". وفي المقابل، خسر كفاءات بالاستقالة بعضهم لأسباب منطقية وآخرون احتجاجا على ضعف العمل، وهم: الأمير نواف بن سعد، وأحمد الخميس وفهد بن سعيد والدكتور إبراهيم القناص. والواضح أن أغلب من يدفعون ليسوا من يقررون، سواء أعضاء إدارة أو شرفيين، وفي هذا الجانب "قيل" إنه عُقد اجتماع شرفي "محدود العدد" بعد الخسارة من النصر دون أن تعلن الأسماء ولا التوصيات أو القرارات، علما أن اجتماعات مجلس الإدارة شبه معدومة وأغلب الأعضاء "بريستيج"، دون أن أظلمهم فربما لديهم ما يقدمونه عمليا. وهناك أعضاء شرف يتحكمون في بعض الألعاب المختلفة دون أن يدعموا، مع وجود من لديهم الرغبة في الدعم والعمل، وهنا يبرز دور الإدارة في وضوح العلاقة والتعامل معهم، خاصة أنهم يتشدقون بأسرية التعامل ومصلحة الكيان! وهناك ألعاب تئن تحت وطأة "غير المختصين" وبالتالي تقوض أهم عوامل النجاح. وفي هذ الصدد، ما دام الأمير بندر بن محمد مقتنعا بالتخلي عن الفئات السنية، فالأفضل أن يكون عاجلا وليس آخر الموسم، ويترك أمر رئاسة أعضاء الشرف لوقته الأنسب. وبالنسبة للمركز الإعلامي فهو جزء من ضعف منظومة العمل. وأمانة النادي ما زالت أقل كثيرا من التطلعات والانتقادات تحاصر الأمين العام سامي أبو خضير. النادي ليس "كرة قدم" فقط، ولكن الواضح أن محاسبة المسؤولين مقصورة على الفريق الأول، وهذا خطأ من الجانبين، ولذا يقاتل الرئيس على إعادة الهيبة في فترة التوقف. وفي جانب إيجابي يثمن عمل المسؤولية الاجتماعية بدعم كبير من الإدارة جزاهم الله خير الجزاء، يضاف إلى ذلك تفخيم المرافق ومعسكر الأمير هذلول بن عبدالعزيز. وتستحق الإدارة الثناء على تعدد الرعاة والمداخيل العالية، لكن البذخ في أمور أخرى مثلما في فندق مباراة الذهاب بسيدني وتعاقدات ضخمة تزيد في العجز برفاهية بما يساعد على الكسل والتقاعس. أختم بالجمهور الذي لبى النداء كثيرا وتفاعل في مناسبات مهمة، ولكنه لا يجد الراحة التامة في دخول النادي.