يمكننا أن نطلق على الجمعة الماضية عندما أعلن عن قبول قطر ومصر بمبادرة خادم الحرمين الشريفين «جمعة المصالحة» وهنا لا أتحدى ثورجية الشوارع الذين طويت صفحتهم، وهم بارعون بإطلاق التسميات الرنانة على أيام الجمع، ولكن من حقنا نحن المسالمون أن نفرح بالطمأنينة والاستقرار الذي سلبته تحديات الأزمات العربية التي انطلقت شرارتها في تونس ليطل علينا عام 2011 مليئاً بالصراخ والدماء والتحولات الدراماتيكية.. وشعر البعض أنه يعيد تمثيل أحداث الثورة الفرنسية ومنهم من أعتقد بأن ميادين عواصم الاضطراب ما هي إلا المسيرة الكبرى نحو قصر فيرساي، والمنظرون التلفزيونيون الذين يسكبون الزيت على النار آنذاك في منصات التثوير الدعائية كانوا يهونون من موت ضحاياهم، ويرددون بأن الثورة تحتاج إلى تضحيات أيها العرب فالفرنسيون قدموا في ثورتهم نحو 40 ألف قتيل بين عامي 1793و 1794وأطلقوا شعارهم الثورة مستمرة، حتى يموت الذئب وتفنى الغنم! وكان الجمهور المحبط يصدق، معتقداً بأن إسقاط الرئيس سيسكن الفقير القصر ويعطيه مصباح علاء الدين الذي لن يكلف نفسه حتى بفركه، لأن السادة الكرام المتلحفون بالدين والمتلهفون للسلطة سيتولون مشكورين فرك المصباح، وما هي إلا أشهر قليلة لم يفرك المواطن سوى عينيه بعد سبات استيقظ بعده على واقع مرير. حتى لا ننسى يجب أن تُذكر بداية الحكاية التي هزت المنطقة المهتزة أصلاً، وبعد عودة المياه إلى مجاريها نسبياً حيث قام السيد عبدالفتاح السيسي بواجبه الوطني بالاتفاق مع الرموز المصرية على «خارطة الطريق» وجاء الباجي قائد السبسي بعقله وثقله في انتخابات حرة ونزيهة، واتفق القادة الخليجيين على أن لا دعم لأحزاب إرهابية أو تأثير على السلم الوطني في أي بلد عربي وفق دعوة وفاق ومصالحة داخلية قادها الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وبعد قمة الدوحة التي قامت على أساس المصالحة الخليجية والتي دعمت انتخابات ليبيا وشرعيتها وأكدت على دعم خارطة الطريق في مصر وشددت على استقرار ووحدة اليمن وأشادت بالدور الذي يبذله الرئيس هادي.. حول الملك عبدالله بحكمته الكلام إلى أفعال وكلف رئيس ديوانه وسكرتيره الخاص بحمل رسائله إلى الدوحة والقاهرة، وأمره بأن يقابل الرئيس السيسي ويحضر بوساطة استهلكت وقتاً ليس قصيراً مصحوباً بمبعوث أمير قطر لتُفتح الأبواب المؤصدة وتجري المياه بعد توقف طويل، وأن تتغير لغة الخطاب الإعلامي، وجرى حتى اللحظة الاتفاق في الخطوات التنفيذية السليمة التي تضمن استمراريته، وحكمة أمير قطر الشيخ تميم ستسهم في دفع هذا التوافق إلى الأمام. يدرك خادم الحرمين الشريفين بأن المنطقة تغلي والخلافات مهما كبرت لن تكون أكبر من التحديات التي تواجهنا جميعاً، أمنياً واقتصادياً وسياسياً، ولا يمكن لقطر أن تتخلى عن مصر والسعودية، كما لا يمكن لمصر أن تخسر الأخوة القطرية ولا السعودية من مصلحتها أن تهتز قطر أو تكون في طرف آخر وهي الجارة التي تربطها بشقيقاتها أواصر الدم والقربى والتاريخ والمصير. ذهب رئيس الديوان الملكي خالد التويجري وكان على اتصال مستمر غير منقطع بالملك شخصياً يأخذ منه التوجيه ويطلعه على المستجدات، ولم تكن المهمة هينة، كانت تؤسس لمرحلة جديدة تبنى فيها العلاقات العربية العربية على أسس تراعي مستجدات الأمور، وتحدث عن هذه المهمة رئيس الديوان الملكي في تغطية خاصة لقناة العربية، وكان حديثه لكل العرب الذين يتابعون القناة من المحيط إلى الخليج وخارج المنطقة العربية، أعلن لهم نجاح مساعي الملك عبدالله بن عبدالعزيز وقبول كلا الطرفين بالمبادرة الملكية، وصدر عن الرئاسة المصرية والديوان الأميري القطري بيان بذلك، وأهم النقاط التي تضمنها الاتفاق ما يتعلق بوسائل الإعلام في البلدين، وجرت خطوات عملية في اتجاه التوقف عن لغة التأليب، ودعم التوافق والمصالحة. ليس من مصلحة دولة قطر اليوم أن لا تتعامل مع الوضع القائم، وليس من مصلحة دولة أن تراهن على تيار أو حزب في مواجهة دولة وشعب، والإخوة القطريون لا تنقصهم الحنكة والحكمة، ويعرفون أهمية مصر، ولا يجوز التقليل من دور قطر المهم في الساحتين العربية والعالمية وأهمية دعمها لمصر، والمصريون يعرفون ذلك جيداً وتاريخ العلاقات بين البلدين زاخر بالتعاون المشترك الإيجابي، طويت صفحة من تاريخ العرب، وانتهت مرحلة عصيبة، والآن انتصر الاستقرار على الفوضى وصوت العقل ستسمعه من الدوحة إلى طنجة، ولكن يجب أن يتبع ذلك المزيد من العمل السياسي والدبلوماسي، وأن لا يُقصى من أدرك بأن عباءة الإخوان لا يمكن رقع شقوقها، فالمجتمعات يجب أن تحصنها المصالحة مع من لم يرتكب جريمة وتاب وصدقت توبته. وشعر البعض أنه يعيد تمثيل أحداث الثورة الفرنسية ومنهم من أعتقد بأن ميادين عواصم الاضطراب ما هي إلا المسيرة الكبرى نحو قصر فيرساي، والمنظرون التلفزيونيون الذين يسكبون الزيت على النار آنذاك في منصات التثوير الدعائية كانوا يهونون من موت ضحاياهم، ويرددون بأن الثورة تحتاج إلى تضحيات أيها العرب فالفرنسيون قدموا في ثورتهم نحو 40 ألف قتيل بين عامي 1793و 1794وأطلقوا شعارهم الثورة مستمرة، حتى يموت الذئب وتفنى الغنم! وكان الجمهور المحبط يصدق، معتقداً بأن إسقاط الرئيس سيسكن الفقير القصر ويعطيه مصباح علاء الدين الذي لن يكلف نفسه حتى بفركه، لأن السادة الكرام المتلحفون بالدين والمتلهفون للسلطة سيتولون مشكورين فرك المصباح، وما هي إلا أشهر قليلة لم يفرك المواطن سوى عينيه بعد سبات استيقظ بعده على واقع مرير. حتى لا ننسى يجب أن تُذكر بداية الحكاية التي هزت المنطقة المهتزة أصلاً، وبعد عودة المياه إلى مجاريها نسبياً حيث قام السيد عبدالفتاح السيسي بواجبه الوطني بالاتفاق مع الرموز المصرية على «خارطة الطريق» وجاء الباجي قائد السبسي بعقله وثقله في انتخابات حرة ونزيهة، واتفق القادة الخليجيين على أن لا دعم لأحزاب إرهابية أو تأثير على السلم الوطني في أي بلد عربي وفق دعوة وفاق ومصالحة داخلية قادها الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وبعد قمة الدوحة التي قامت على أساس المصالحة الخليجية والتي دعمت انتخابات ليبيا وشرعيتها وأكدت على دعم خارطة الطريق في مصر وشددت على استقرار ووحدة اليمن وأشادت بالدور الذي يبذله الرئيس هادي.. حول الملك عبدالله بحكمته الكلام إلى أفعال وكلف رئيس ديوانه وسكرتيره الخاص بحمل رسائله إلى الدوحة والقاهرة، وأمره بأن يقابل الرئيس السيسي ويحضر بوساطة استهلكت وقتاً ليس قصيراً مصحوباً بمبعوث أمير قطر لتُفتح الأبواب المؤصدة وتجري المياه بعد توقف طويل، وأن تتغير لغة الخطاب الإعلامي، وجرى حتى اللحظة الاتفاق في الخطوات التنفيذية السليمة التي تضمن استمراريته، وحكمة أمير قطر الشيخ تميم ستسهم في دفع هذا التوافق إلى الأمام. يدرك خادم الحرمين الشريفين بأن المنطقة تغلي والخلافات مهما كبرت لن تكون أكبر من التحديات التي تواجهنا جميعاً، أمنياً واقتصادياً وسياسياً، ولا يمكن لقطر أن تتخلى عن مصر والسعودية، كما لا يمكن لمصر أن تخسر الأخوة القطرية ولا السعودية من مصلحتها أن تهتز قطر أو تكون في طرف آخر وهي الجارة التي تربطها بشقيقاتها أواصر الدم والقربى والتاريخ والمصير. ذهب رئيس الديوان الملكي خالد التويجري وكان على اتصال مستمر غير منقطع بالملك شخصياً يأخذ منه التوجيه ويطلعه على المستجدات، ولم تكن المهمة هينة، كانت تؤسس لمرحلة جديدة تبنى فيها العلاقات العربية العربية على أسس تراعي مستجدات الأمور، وتحدث عن هذه المهمة رئيس الديوان الملكي في تغطية خاصة لقناة العربية، وكان حديثه لكل العرب الذين يتابعون القناة من المحيط إلى الخليج وخارج المنطقة العربية، أعلن لهم نجاح مساعي الملك عبدالله بن عبدالعزيز وقبول كلا الطرفين بالمبادرة الملكية، وصدر عن الرئاسة المصرية والديوان الأميري القطري بيان بذلك، وأهم النقاط التي تضمنها الاتفاق ما يتعلق بوسائل الإعلام في البلدين، وجرت خطوات عملية في اتجاه التوقف عن لغة التأليب، ودعم التوافق والمصالحة. ليس من مصلحة دولة قطر اليوم أن لا تتعامل مع الوضع القائم، وليس من مصلحة دولة أن تراهن على تيار أو حزب في مواجهة دولة وشعب، والإخوة القطريون لا تنقصهم الحنكة والحكمة، ويعرفون أهمية مصر، ولا يجوز التقليل من دور قطر المهم في الساحتين العربية والعالمية وأهمية دعمها لمصر، والمصريون يعرفون ذلك جيداً وتاريخ العلاقات بين البلدين زاخر بالتعاون المشترك الإيجابي، طويت صفحة من تاريخ العرب، وانتهت مرحلة عصيبة، والآن انتصر الاستقرار على الفوضى وصوت العقل ستسمعه من الدوحة إلى طنجة، ولكن يجب أن يتبع ذلك المزيد من العمل السياسي والدبلوماسي، وأن لا يُقصى من أدرك بأن عباءة الإخوان لا يمكن رقع شقوقها، فالمجتمعات يجب أن تحصنها المصالحة مع من لم يرتكب جريمة وتاب وصدقت توبته.