×
محافظة المنطقة الشرقية

غياب ثقافة استخدام طفايات الحريق في منازلنا

صورة الخبر

تظل صاحبة السمو الملكي الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز ــ رحمها الله ـــ أنموذجا يُحتذى في العمل الخيري والإنساني، أطلق عليها الملك عبدالله «أم المسؤولية الاجتماعية» ألقابا كثيرة نالتها سموها، لعطائها الغامر، وشمولها برعايتها ومحبتها واهتمامها عموم أبنائها وبناتها من الشعب السعودي، ومتابعتها باهتمام كل الذين يعانون ومن هم في حاجة للمساعدة أينما كانوا على أرض الوطن. كان الحب والحنان وافراً نقياً متدفقاً من أعماقها، فالعطاء سمتها الجوهرية، كانت بحراً من المشاعر والتواضع والشموخ، والحرص على لم شمل العائلات والتآزر والتآخي بين أبناء الوطن. وبذلت جهوداً حقيقية في خدمة الوطن، أعمالها الخيرية عبر أكثر من نصف قرن في مختلف القطاعات.. فنالتِ ألقاباً.. عكست جهودها وعطاءها. ها هو التاريخ يحفظ اسمها ناصعاً، وها هي المبادرات الخيرية تتوشح باسمها حتى بعد رحيلها، مبادرات في غاية الأهمية، وعلى رأسها جائزة الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز للتميز في العمل الاجتماعي وكرسي الأميرة صيتة في جامعة الملك سعود. ولدت سموها في الرياض، وترعرعت في قصر الحكم، واكتسبت ثقافتها من مدرسة القائد المؤسس المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود «طيب الله ثراه »، وكان لذلك أثر كبير في بناء شخصيتها.. «توفيت والدتها فهدة بنت العاصي ــ رحمها الله ــ مبكراً عام 1943هـ، ولها من الأبناء الملك عبدالله والأميرة نوف والأميرة صيتة».. وقد زادتها وفاة والدتها المبكرة اقترابا من أعمال الخير، تزوجت من عبدالله بن محمد بن سعود الكبير ولها من الأبناء خمسة هم: فهد، بندر، تركي، نورة، ونوف. تحلت بالحكمة والتقوى، والهدوء والصبر، وقوة الشخصية، والعمق والمعرفة الواسعة، وكانت تظهر الاحترام لجميع من يعمل معها.. وكانت الملكية بالنسبة لها تعني البساطة والأصالة الضاربة في الجذور والإحساس بالآخرين.. همها رفعة الوطن، عُرف عنها اهتمامها بتعزيز التناغم الأسري، وتقديرها للأسرة كبنية أساسية للمجتمع، وفاضت مشاعرها على أسرتها وأبناء شعبها، حتى أنها كانت تولى جمع شمل العائلات والإصلاح في العلاقة بين الأزواج وأبناء الأسرة في المجتمع السعودي اهتماماً خاصاً، وكانت مؤمنة بأهمية التعليم والمعرفة، وعرف عنها حبها للحق والدفاع عنه بكل الوسائل، وكانت تدرس التحديات الاجتماعية وتتسم أحكامها بالعمق والحكمة، وكان بيتها مفتوحاً للجميع وغمرت بعواطفها المرأة السعودية واهتمت بقضاياها وأغدقت على الجميع من طيبتها وعطفها وأصبح بيتها مجلساً رفيع المستوى، حيث حرصت سموها على استضافة مسؤولي الدولة ومتابعة أحوال المجتمع، وتلمس احتياجات الناس وإزالة المعوقات التي تعترض طريقهم، حتى أطلق عليها الملك عبدالله لقب «أم المسؤولية الاجتماعية». وحققت الأميرة صيتة إنجازات كبيرة على الصعيد الاجتماعي شملت الأسرة والمرأة والمجتمع السعودي. دعمت سموها وضع ميثاق للأسرة السعودية بهدف وضع أساس من القيم لبناء أسرة متماسكة قادرة على تحقيق التنمية والنماء والرفاهية وحماية الأسرة من كافة أشكال العنف والتفكك. كما أطلقت كرسي الأميرة صيتة بنت عبدالعزيز لدراسات الأسرة السعودية في جامعة الملك سعود لتحقيق التميز والإبداع في البحث العلمي بهدف إيجاد الحلول الحقيقية التي تلمس قضايا الأسرة والمرأة والأطفال والمسنين في المجتمع السعودي. حثت سموها عدداً كبيراً من الباحثات في الجامعات على القيام بأبحاثهن ودراساتهن في الجامعات السعودية لنيل درجة الماجستير والدكتوراة إسهاماً منها في دعم إجراء أبحاث تتناول العمل الخيري والتطوعي في المملكة، وجعلت من بيتها خلية نحل تستضيف الناشطات في المجتمع وتحدد لاجتماعاتهن أياماً معينة في الأسبوع، وفتحت أبوابها للمتطوعات بالأعمال الخيرية والمنتسبات للجمعيات الخيرية وأساتذة الجامعات والصحفيات والكاتبات اللواتي يقدمن للوطن مساندة أو يقمن بخدمة الناس. وهي صاحبة فكرة الملتقى وترأسته وعملت على تفعيل دوره في خدمة المجتمع، وضم الملتقى أميرات أسهمن في الأعمال الخيرية والتطوعية لسد احتياجات أفراد المجتمع والأخذ بأيديهم لتحقيق الأمان والاستقرار، ومن أمثلة مساهمات الملتقى دعم شهداء الواجب ممن سقطوا جراء حوادث إرهابية، دعم المتضررين من سيول الجوف بالمنطقة الشمالية 2003 م، دعم متضرري سيول عقبة ضلع بالمنطقة الجنوبية 2005 م، دعم حملة مساعدة متضرري سيول مكة المكرمة 2006 م، دعم مشروع وقف الأمير سلمان للإسكان الخيري 2008 م، دعم حملة نازحي جازان 2009 م. وحرصت سموها على تنظيم برامج الدورات التدريبية لتأهيل المختصين في علاج حالات العنف الأسري من كل الجوانب الجسدية والنفسية والاجتماعية، ودعمت تصميم برنامج يتضمن خطة مساندة الطفل بالشراكة مع أكثر من جهة حكومية وأهلية لتقديم الدعم والمشورة للأطفال وذويهم ورعايتهم رعاية متكاملة. كما قادت سموها حراكاً خيرياً واجتماعياً مؤثراً، فكانت رائدة لمبادرات خيرية عديدة في المسؤولية الاجتماعية، وتنوعت أنشطتها الخيرية لتشمل العديد من أوجه العطاء ومنها: اهتمامها بمساعدة الجمعيات والمؤسسات الخيرية التي تدعم الأسر المتعففة، مساعدة الجمعيات الخيرية والأوقاف والهيئات التي ترعى أسر السجناء والمرضى، دعم جمعيات رعاية الأيتام في ضباء ومكة وجدة وجازان وعموم مدن المملكة، اهتمامها بالجنود الذين يذودون عن الوطن ودعمهم وتشجيعهم، مشاركتها في مبادرت إنسانية لمساعدة المتضررين جراء الكوارث الطبيعية، مساهمتها في ترميم المنازل المتضررة من جراء السيول في مكة المكرمة، إضافة لإنشائها دار لرعاية المعنفات بالرياض، ورعايتها لدارسات القرآن من الفتيات اللواتي حفظن القرآن في الجمعيات الخيرية، مُنحت «جائزة الشخصية المميزة للأعمال الخيرية» من قِبل المهرجان الثاني لدول مجلس التعاون الخليجي للعمل الاجتماعي بتاريخ 23 / 5/ 2010 م، حصلت على «شهادة شكر وتقدير» من مركز الكويت للتوحد لرعايتها الكريمة لملتقى (رائدات العطاء في الوطن العربي) «تجربتي سر عطائي». ترأست المغفورة لها بإذن الله العديد من البرامج واللقاءات العلمية، ومنها: ــ ملتقى رائدات العطاء في الوطن العربي، مركز الكويت للتوحد تحت شعار «تجربتي سر عطائي». ــ الملتقى الأول لرائدات العطاء في مجال الإعاقة في العالم العربي، مركز رسالة أمل للرعاية النهارية بجدة. توفيت رحمها الله في الرياض بتاريخ 9/ 5/ 1432هـ عن عمر يناهز الثمانين عاما، بعد أن تركت سيرة عطرة ومثلت نموذجاً رائعاً يُحتذى به في العمل الخيري والإنساني والاجتماعي.