قالت وزارة الدفاع الجزائرية إنها قتلت عبد المالك قوري زعيم «جند الخلافة بالجزائر»، وهو تنظيم يتبع لـ«داعش» اشتهر بخطف وقتل أحد الرعايا الفرنسيين في سبتمبر الماضي. وتعد العملية العسكرية الأهم ضد الجماعات الإرهابية، خلال العام الحالي. وأفاد بيان للوزارة أمس بأن «مفرزة من قوات الجيش الوطني الشعبي بالقطاع العملياتي لتيزي وزو (110 كلم شرق العاصمة) تمكنت الثلاثاء من التعرف على هوية المجرم الخطير عبد المالك قوري الذي تبنى اغتيال أحد الرعايا الفرنسيين هيرفي غوردال»، في إشارة إلى عملية قادها الجيش أول من أمس، ضد معقل إرهابيين بمنطقة أزفون بولاية تيزي وز. وذكر البيان أن الجيش «نجح في القضاء على 3 إرهابيين بمدينة يسر بالقطاع العملياتي لبومرداس (60 كلم شرق العاصمة) بالناحية العسكرية الأولى»، وتمت العملية العسكرية الليلة ما قبل الماضية، «بفضل استغلال فعال للمعلومات»، بحسب بيان وزارة الدفاع. ويفهم من ذلك أن أجهزة الأمن حصلت في وقت سابق على معلومات، عن نشاط قوري والإرهابيين الثلاثة بالمنطقتين، حيث تم القضاء عليهم. وأضاف بيان وزارة الدفاع: «جرت العملية (العسكرية) النوعية إثر نصب مصيدة للإرهابيين وبناء على معلومات وتتبع لتحركات مجموعة إرهابية خطيرة، كانت على متن سيارة داخل مدينة يسر. وتمكن الجيش من استرجاع بندقيتين آليتين من نوع كلاشنيكوف وحزام ناسف وكمية معتبرة من الذخيرة، وهواتف نقالة وأغراض أخرى». وتابع: «لقد جرت العملية دون المساس بسلامة أي من المواطنين، الذين كانوا موجودين قرب مكان تنفيذها»، مشيرا إلى أن عملية «التعرف على هوية الإرهابيين الثلاثة لا تزال جارية». ويعرف قوري المعروف حركيا بـ«خالد أبو سليمان» بكونه أحد قدامى أعضاء «الجماعة الإسلامية المسلحة» التي ظهرت إلى الوجود في 1993. وقد انشق عنها والتحق بـ«الجماعة السلفية للدعوة والقتال»، لما تأسست في 1998. وبقي في نفس التنظيم بعدما تحول مطلع 2007 إلى «القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي»، معلنا ولاءه لأسامة بن لادن. وفي أبريل (نيسان) الماضي أصدر بيانا يعلن فيه انشقاقه عن «القاعدة» معلنا عن تأسيس «جند الخلافة بالجزائر»، وعن ولائه التام لزعيم «داعش» أبو بكر البغدادي. وجاء في بيانه وهو يخاطب البغدادي: «إن لكم في مغرب الإسلام رجالا، لو أمرتهم لأتمروا ولو ناديتهم للبوا ولو طلبتهم لخفوا». ووصف أفراد «جند الخلافة» بأنهم «سهام يرمي بها أمير المؤمنين حيث شاء ويحارب بها من حاربوا ويسالم من سالم». وأول عملية إرهابية نفذها قوري كانت قتل 11 جنديا في كمين بقرية نائية بتيزي وزو عشية انتخابات الرئاسة التي جرت في 17 أبريل الماضي، غير أن العملية المسلحة التي أعطته «شهرة»، تلك المتعلقة بخطف متسلق جبال فرنسي ستيني يسمى هيرفي غورديل في 21 سبتمبر (أيلول) الماضي، بمنطقة البويرة (110 كلم شرق العاصمة). واشترط التنظيم الإرهابي على الحكومة الفرنسية وقف ضربات قواتها العسكرية ضد مواقع «داعش» في العراق، لكن الرئيس فرنسوا هولاند أعلن عدم خضوعه للشرط، ما أدى إلى قتل غروديل، وظهر ذلك في شريط فيديو، بثه التنظيم، بفصل رأسه عن جسده. يشار إلى أن أخطر الإرهابيين بالجزائر، زعيم «القاعدة المغاربية»، لا يزال محل بحث من طرف أجهزة الأمن، منذ سنين طويلة. ويتعلق الأمر بعبد المالك دروكدال، المكنى بـ«أبو مصعب عبد الودود».