المرشحون المحتملون للرئاسة الأميركية كثيرون، وسأحاول أن أقدم للقراء اليوم وغداً أبرزهم، وأبدأ بهيلاري كلينتون عن الديموقراطيين وجيب بوش عن الجمهوريين لأنني أراهما صاحبَيْ أفضل حظ في الفوز بالترشيح عن الديموقراطيين والجمهوريين، من دون استبعاد آخرين أكمل بهم غداً، فالانتخابات الرئاسية بعد سنتين. هناك أسماء كثيرة يرددها الديموقراطيون، لكن لا أحد يقترب من كلينتون، مع أنها لم تعلن رسمياً أنها مرشحة للرئاسة، وإنما قالت إنها قد تُفصح عن نواياها في الربيع المقبل. هي محامية عملت لحقوق المرأة حول العالم، وكانت الوحيدة بين زوجات الرؤساء التي لها مكتب في «الجناح الغربي» من البيت الأبيض، عملت منه لإقرار قانون الرعاية الصحية خلال ولاية زوجها بيل. الجمهوريون لا يريدونها لأنهم يعتقدون أنها منافِسة قوية لهم، ولم تبقَ نقيصة في الدنيا إلا وألصقها إعلامهم بها، حتى أنهم يعودون إلى الهجوم الإرهابي في بنغازي، مع وجود تقرير رسمي برأ إدارة أوباما من التقصير ودورها فيه كوزيرة خارجية، بل أنهم انتقدوا دخلها العالي من إلقاء محاضرات أو خطابات. أقول للقارئ العربي إن الجمهوريين الذين يهاجمون دخلها العالي هم أيضاً الذين يقدمون مصلحة الأثرياء على بقية الناس، ويريدون الإبقاء على الحد الأدنى للأجور، وهو ما تتلقى غالبية من الأميركيين. هناك أشياء يمكن أن تُنتَقد في عمل هيلاري كلينتون فهي تقول إن الرئاسة صعبة ولا ترحم ثم تسعى إليها بحماسة، وهي عصبية قد تنفجر غضباً في أي لحظة، كما فعلت يوماً مع وزيرة الصحة والخدمات الإنسانية دونا شلالا أيام إدارة بيل كلينتون. البروفسورة شلالا مارونية من أصل لبناني وأبوها هو جيمس إبراهيم شلالا. هي رأست جامعة وعلّمت، وقد أعلنت أخيراً أنها ستتقاعد من العمل السنة المقبلة. هي مفخرة للأميركيين جميعاً من أصل عربي. جيب بوش لم يعلن بعد عزمه على ترشيح نفسه للرئاسة، وأقرب مساعديه يتوقع الإعلان خلال شهر، إلا أن أقوى دليل عليه هو أن جيب بوش خفض وزنه سبعة كيلوغرامات، وله مدرب خاص ليحافظ على لياقته البدنية أمام الناخبين. الدليل الآخر أنه أصدر كتاباً إلكترونياً عن تجربته في العمل السياسي. جيب بوش الذي كان حاكم فلوريدا يوماً له خبرة مالية عالية، فقد عمل أيضاً لبنوك عالمية، وهو جمع حوله عدداً من أبرز خبراء الانتخابات يتقدمهم المفكر الاستراتيجي مايك مورفي في كاليفورنيا وسالي برادشو في فلوريدا. وأنصاره بدأوا اتصالات مع كبار المتبرعين للحزب الجمهوري وطلبوا منهم التريّث، وحثوهم تحديداً على عدم التبرع لحملة محتملة للرئاسة يقوم بها كريس كريستي، محافظ نيو جيرسي. إذا كان من صعوبة سيواجهها جيب بوش وهو يحاول الفوز بترشيح الحزب الجمهوري له للرئاسة فهي موقفه من الهجرة غير الشرعية. الرئيس أوباما متهم بأنه يحاول أن يحمي ملايين المهاجرين غير الشرعيين، وأقرأ أن الجمهوريين مستعدون لخوض حرب «الأرض المحروقة» ضده، إلا أن جيب بوش له موقف وسطي، وقد صرّح بأن كثيرين من المهاجرين غير الشرعيين يحاولون العمل لتحسين أوضاع أسرهم. جيب بوش له أيضاً سياسة مستقلة إزاء التعليم إلا أنها أقل جدلية من الهجرة. هو حاول استمالة زعماء الجمهوريين باقتراح أن يصدروا سلسلة من القوانين بعد تسلم قيادة مجلسي الكونغرس الشهر المقبل لإصلاح موضوع الهجرة تدريجاً، حتى لا يدخلوا في مواجهة مع رئيس يستطيع أن يلجأ إلى ما يُسمّى «قرارات إدارية» لتنفيذ سياسته في وجه المعارضة الجمهورية. اليوم هيلاري كلينتون وجيب بوش أبرز المرشحين المحتملين للرئاسة، فأكمل غداً بالآخرين.