بدأت الحكومة الباكستانية تخطيط حملة إعدام «سريعة» لجميع المدانين بارتكاب جرائم إرهاب، في إطار ردها على مجزرة قتل مسلحين من حركة «طالبان باكستان» 148 قتيلاً غالبيتهم تلاميذ في هجوم شنوه على مدرسة في بيشاور بإقليم خيبر بختونخوا القبلي (شمال غرب) الثلثاء الماضي. تزامن ذلك مع كشف مصادر إعلامية، استناداً إلى محققين، أن حكومة الإقليم التي يديرها حزب «حركة إنصاف» بزعامة عمران خان تلقت تحذيراً مكتوباً في 28 آب (أغسطس) الماضي حول تخطيط مسلحين من منطقة أوركزاي القبلية لمهاجمة مدارس تابعة للجيش انتقاماً من عملياته العسكرية في إقليم شمال وزيرستان. وكان عمران خان طالب الحكومة الفيديرالية بإعادة تأهيل شرطة بيشاور، وتحديث أسلحتها وزيادة مخصصاتها المالية لمواجهة المصاعب المتزايدة في «الحرب على الإرهاب»، كما دعا إلى الاستعانة بحرس الحدود للحفاظ على أمن مدن إقليم خيبر بختونخوا. ورجح مسؤول حكومي إعدام 20 محكوماً بالقتل والتفجير يومياً، وصولاً إلى المدانين الـ 522، في وقت نُفِذ الحكم في ستة متهمين منذ مجزرة المدرسة. وتقول وزارة الداخلية إن 500 محكوم بالإعدام استنفذوا كل الوسائل القانونية والالتماسات الخاصة بالعفو، أو تخفيف العقوبة بقرار رئاسي، ما يسمح بتنفيذ إعدامهم خلال أسابيع قليلة. واستنفرت السلطات كل أجهزتها الأمنية، وأخضعت كل السجون لحراسة الجيش من أجل منع الجماعات المسلحة من مهاجمتها لتحرير معتقلين، كما حصل قبل سنة ونصف السنة في بلدة بنون القريبة من إقليم شمال وزيرستان القبلي (شمال غرب). ونشِرت حواجز في كل مدن باكستان، خصوصاً العاصمة إسلام آباد، كما أمرت الحكومة بتعطيل الجامعات والمدارس في العاصمة وإقليم البنجاب تحسباً من ردود فعل، وسط إشاعات عن رصد مشبوهين لمنازل كبار ضباط الجيش وأبنائهم، وتحذير إدارات الجامعات طلابها من مغادرة المنازل خشية خطفهم للمطالبة بمبادلتهم بأسرى الحركة. وفيما اتهم وزير الداخلية الباكستاني السابق عبد الرحمن ملك الاستخبارات الأفغانية بتمويل «طالبان باكستان» وتدريبها، أعلن الجيش الأفغاني أن جنوده قتلوا 21 متمرداً إسلامياً في منطقة دانغام بولاية كونار (جنوب غرب) المحاذية لمناطقة القبائل الباكستانية.