تعود الإثارة من جديد إلى إحدى أكبر المسابقات الكروية في السعودية، مسابقة كأس ولي العهد، التي تدخل منافساتها منعطف دور ربع النهائي بمواجهتين، ومواجهة أخرى مؤجلة من دور الـ16 تجمع الاتحاد بضيفه الهلال في «كلاسيكو» الكرة السعودية، ويحل النصر ضيفاً على الشعلة في الخرج، ويستضيف الاتفاق الأهلي في الدمام. الاتحاد - الهلال تعتبر هذه المواجهة بمثابة النهائي، ومن النادر أن يتواجه الفريقان في مثل هذا الدور، وستفقد البطولة في الدور ربع النهائي أحد الأضلاع التي اعتادت على اعتلاء منصات التتويج كون هذه المواجهة لا تقبل أنصاف الحلول ولا بد من منتصر ومودع، فصاحب الأرض يدخل هذه المواجهة بعد تعادله الأخير في الدوري مع الأهلي، وقدم الفريق مستوى مميزاً بعد سلسلة من الإخفاقات أسهمت في إهدار نقاط عدة، والمدير الفني لفريق الاتحاد الروماني بيتوركا لم يستقر على تشكيل معين طوال المباريات التي أشرف فيها على الفريق، غير أن تغييراته باتت طفيفة في الجولتين الأخيرتين، إذ تحسن على إثرها أداء الفريق بشكل ملاحظ وكان قريباً من الإطاحة بخصمه الأهلي. وأمام ذلك، يسعى بيتوركا إلى إبقاء حظوظ فريقه في المنافسة قائمة على هذا اللقب، ويمتلك الروماني أسماء عدة مميزة، وخليط بين الدماء الشابة ولاعبي الخبرة، يتقدمهم قائد الفريق محمد نور وراشد الرهيب وحمد المنتشري، إضافة إلى فهد المولد وعبدالرحمن الغامدي وجمال باجندوح ومحمد قاسم وعبدالفتاح عسيري، ويمتاز لاعبو الاتحاد بالاختراق عن طريق الأطراف لمهارة وسرعة الغامدي والمولد. في الجانب الآخر، يدخل الهلال هذا اللقاء وطموحه لا يقل عن المستضيف، غير أن المستويات الأخيرة وتعادله مع هجر في آخر مواجهات الدوري قد ترمي بظلالها على الفريق الأزرق في هذا اللقاء، إذ يتطلع مديره الفني الروماني ريجيكامب إلى إعادة توازن الفريق ومسح الصورة الباهتة التي كان عليها في آخر جولتين، وسيرمي ريجيكامب بأوراقه كافة مستغلاً عودة ناصر الشمراني، إضافة إلى القوة الضاربة في خط المنتصف بوجود نواف العابد وسالم الدوسري وتياغو نيفيز وسعود كريري، وتظل خطوطه الدفاعية هي الأقوى بوجود متوسطي الدفاع ديغاو وكواك، غير أن مدرب الهلال ما زال يفتقد الجرأة الهجومية على رغم حاجته لها في الكثير من الأوقات، ويدرك أن مثل هذه المباريات لا تحتمل أي حسابات. الشعلة - النصر يدخل «حامل اللقب» النصر هذا اللقاء للحفاظ على لقبه ومنتشياً بصدارته لدوري عبداللطيف جميل للمحترفين، فالمؤشرات تصب لمصلحة الضيوف، إلا أن المفاجآت واردة إذا ما عرفنا مواقف فريق الشعلة مع الأندية الكبيرة على ملعبه، والمدير الفني للنصر الأوروغوياني داسيلفا على رغم الغيابات التي دهمت الفريق وتدني مستوى الثنائي البرازيلي، إلا أنه يحتار بأي الأسماء يبدأ للتنافس الكبير بين اللاعبين في كل المراكز، إلا أن تشكيلة الأخير على مستوى الدوري هي الأقرب، بينما يعتمد داسيلفا على تحركات لاعبي خط المنتصف بعدما أغلق خطوطه الخلفية بوجود عمر هوساوي ومحمد حسين، وسيعوض خميس غياب القائد حسين عبدالغني، ومن أمامهم غالب وشراحيلي، ويسعى المدرب النصراوي إلى مواصلة الانتصارات التي حققها أخيراً لامتلاكه هجوماً ضارباً يقوده محمد السهلاوي وحسن الراهب، إضافة إلى البرازيلي هرناني. في الطرف الآخر، يطمع الشعلاويون في بلوغ الدور ربع النهائي وإقصاء حامل اللقب، غير أن المستويات الأخيرة لصاحب الأرض بقيادة مدربه الروماني تدور، وغياب الفاعلية الهجومية تصعب من موقفه مساء اليوم، ومن المتوقع أن يدخل تدور بخطة دفاعية، ويعتمد على انطلاقات الأردني ياسين البخيت ومسفر البيشي عن طريق الأطراف والهجوم المرتد. الاتفاق - الأهلي شاءت الأقدار أن تأتي بالاتفاق من دوري الدرجة الأولى، ليواجه من تسبب في وداعه الموسم الماضي في آخر مباراة لعبها في دوري عبداللطيف جميل للمحترفين، إذ يعد الاتفاقيون هذه المواجهة فرصة لرد الاعتبار والوصول إلى دور الأربعة عبر بوابة الأهلي، إلا أن الحظوظ ليست متساوية للفوارق الفنية الكبيرة بين الطرفين، فصاحب الأرض يدخل هذه المواجهة بقيادة مدربه الجزائري توفيق روابح الذي يعرف الأهلي جيداً حينما انتصر عليه الموسم الماضي في الذهاب وتعادل معه في الإياب إبان تدريبه للتعاون، إذ يعتمد روابح على الأسلوب الدفاعي المحكم والضغط على حامل الكرة وعدم ترك مساحات بين لاعبي الوسط والمدافعين، إضافة إلى تحركات محمد كنو في وسط الملعب، وإرسال الكرات الطويلة إلى المهاجم صالح بشير. وفي الجانب المقابل، يطمح الضيوف في مواصلة تقديم العروض المميزة وتتويجها بهذه البطولة، ويمتلك المدير الفني للأهلي السويسري غروس مفاتيح لعب عدة، أهمها المهاجم عمر السومة الذي يعد الورقة الأميز بين لاعبي الأهلي لاستطاعته التسجيل من إنصاف الفرص، ويأتي خلف السومة قائد الفريق تيسير الجاسم الممول وصانع الأهداف، وستشكل تحركات مصطفى الكبير وبصاص قلق كبير للدفاع الاتفاقي، إضافة إلى انطلاقات وعرضيات سعيد المولد.