يعتبر احتفال رأس السنة في نهاية هذا الشهر، عند اللندنيين شيئاً آخر؛ لأنه ملك للشخص وحده بعيداً عن الارتباطات العائلية، يقضيه المرء كيفما يريد وأينما يريد، ولندن ضاجة بالأماكن التي تقدم لك ما يخطر ولا يخطر على البال. «سيدتي نت» يتقدم بأجمل الأمنيات في العام الجديد، ويأخذكم في هذه الرحلة المصورة؛ للتعرف على أحوال أهل لندن، وهم يستقبلون عام 2015. يشتهر اللندنيون بحرصهم على الاحتفال بأعياد رأس السنة بأسلوب لا يخلو من الأناقة التقليدية المتوارثة ودائماً ما تكون التحضيرات لهذه المناسبة جدية ولا تقبل المساومة، فشجرة السنة وفطائر اللحم وحلوى «الترايفل» و«البدنغ»، وكيك الفواكه وطبعاً طبق الديك الرومي المشوي على نار هادئة هي (اليجب) في وليمة دسمة . وعموماً فإن التخطيط للاحتفال يتعلق بشكل عام بشخصية الإنسان نفسه، فالمرتب والمنظم يبدأ استعداداته منذ أواخر شهر نوفمبر، وصاحب النزعة اللابالية يجد نفسه يسابق الوقت، وهذا ما يفسر ازدحام الشوارع التجارية، ومنها شارع «أوكسفورد ستريت»، هذه الأيام بمتسوقي الأيام الأخيرة. ولعل أول إشارة لبدء الاحتفال هنا في لندن هي نصب أشجار السنة وإضاءة الشوارع، والذي يبدأ عادة في الأيام العشرة الأخيرة من نوفمبر، وتتوالى بعدها خطط الإضاءة للمتاجر الكبيرة، التي تستخدم مئات الآلاف من المصابيح كل عام؛ من أجل تحويل بناياتها وواجهاتها إلى شعلة متوهجة من الأضواء، أما محلات الديكور والأثاث فإنها تبدأ تخفيضاتها مبكراً؛ لأن ما قبل الأعياد هو فرصتها الذهبية في اجتذاب الزبائن، الذين يخططون لتغيير ديكورات بيوتهم، واستبدال الجديد بالقديم؛ استعداداً لاستقبال أفراد العائلة الغائبين العائدين. هدايا تسعد أناساً وتحبط آخرين في هذه الأعياد أمام كل شخص هنا ثلاثة برامج للشراء: للبيت أولاً. ونعني الديكور والزينة والشجرة، وللأهل والأصحاب ثانياً. ويتمثل في شراء الهدايا التي توزع عليهم في هذه المناسبة، وللشخص نفسه ثالثاً؛ حيث تبدأ رحلته الخاصة لشراء الثياب والعطور والإكسسوارات؛ من أجل التزيين لاستقبال العيد، ولعل ثانياً هي الأصعب مادياً وذهنياً؛ لأن عليك أن توفر ميزانية معقولة لشراء هدايا ترضي الجميع وخاصة الأطفال الذين لهم حصة الأسد دائماً، وعليك أيضاً أن تقوم بجولات في الأسواق والمتاجر لمرات عديدة؛ كي تحصل على ما تريد وتتابع أخبار التخفيضات، التي تروج لها القنوات التلفزيونية بشكل جذاب وذكي. هذا مع الاستعانة طبعاً بمواقع البيع عبر الإنترنت، والتي تعدك بإيصال الهدايا إلى البيوت، وهي عادة ما تفي بوعودها؛ حرصاً على سمعتها بين المستهلكين. ولكن يبقى السؤال: كم من الناس يتسلمون الهدايا التي يتوقون إليها، وكم عدد المصدومين؟ العدد كبير في الحالتين وخاصة بين الأمهات اللائي غالباً ما تصدمهن هدايا الأبناء المتواضعة، وفي إحدى قنوات التلفزيون البريطاني ثمة برنامج طريف يستضيف هؤلاء الأمهات المحبطات؛ حيث يجري لقاء مؤثر بين الابن العاق والأم المغبونة، التي عادة ما تتلقى اعتذاراً من ابنها مع قبلة صلح، تسعدها في نهاية الأمر. متسوقو الأيام الأخيرة مع اقتراب رأس السنة تشهد شوارع لندن التجارية زخماً هائلاً، وزحاماً يحتاج إلى تدخل الشرطة في كثير من الأحيان؛ حيث يقف الناس في طوابير طويلة للدخول إلى محطات المترو، وقد يستغرق الانتظار أكثر من ربع ساعة؛ من أجل إيجاد موطئ قدم؛ لتخطي بوابة المحطة فقط، وقد نقل تقرير تلفزيوني هذا اليوم معلومة تشير إلى أن المتاجر تبيع ما مقداره مليونان ونصف مليون جنيه إسترليني في الساعة الواحدة، فيما نشر مركز الإحصائيات أرقاماً تؤكد على أن اللندني ينفق على الهدايا بحدود 400 جنيه إسترليني؛ لشراء ما بين 20 إلى 30 هدية، يذهب جزء كبير منها للأطفال، وأن 5% منهم يتركون مهمة التسوق حتى الأيام الأخيرة، وهنالك حوالي ثلثين من الناس في العاصمة يفضلون استلام الهدايا على شكل تذاكر؛ لحضور حفلات الموسيقى والمسرح والسينما والباليه أكثر من رغبتهم بالثياب والأجهزة الإليكترونية والعطور .