×
محافظة المنطقة الشرقية

«الجزيرة مباشر» تغلق نوافذها ...لكنّ الأبواب ما زالت مفتوحة

صورة الخبر

سعد بن طفلة العجمي عقد الرئيس الأمريكي مؤتمرا صحفيا سنويا بنهاية كل عام قبل إجازة أعياد الميلاد، وقد عقد الرئيس باراك أوباما مؤتمره يوم الجمعة الماضي قبل توجهه لمسقط رأسه –هاواي- حيث يقضي إجازته. استمر المؤتمر الذي شهده حشد من الصحفيين من كافة وكالات أنباء وصحف العالم الرئيسية خمسا وأربعين دقيقة تطرق فيها للمواضيع التالية: -الاختراق الكوري الشمالي الإلكتروني لشركة سوني ومسألة وقفها لفيلم ساخر أنتجته الشركة عن اغتيال الزعيم الكوري الشمالي –كيم ايل يونغ. -رفع الحظر المفروض على كوبا وتطبيع العلاقات معها. -وباء إيبولا. -مسائل محلية داخلية أمريكية كوضع السود الأمريكيين وعلاقة الرئيس بالكونجرس الذي يسيطر عليه الجمهوريون. لكن مسائل أخرى هامة حول العالم لم يتطرق لها الرئيس بمؤتمره الصحفي مثل العلاقة مع روسيا وحرب أوكرانيا والتلوث البيئي والمشروع النووي الإيراني وأسعار النفط والحفر الصخري النفطي والصراع بفلسطين وغيرها. لكن أشد ما أثار انتباه المراقبين هو عدم تطرق الصحفيين أو الرئيس نفسه للحرب مع داعش، ومبعث الحيرة أن رئيس أكبر دولة بالعالم يقود تحالفا دوليا لمحاربة تنظيم إرهابي مارق ارتكب الفظائع فأعلن العالم الحرب عليه، وقد استمرت الحملة الأمريكية-الدولية على داعش منذ شهور ثلاثة، وهي مستمرة أثناء المؤتمر الصحفي للرئيس، فلماذا لم يتطرق الرئيس الأمريكي للحرب التي تخوضها بلاده؟ ترى! هل نسي أنه القائد الأعلى للقوات المسلحة الأمريكية وأن قواته تخوض حربا يقول جنرالاته أنها ستستمر سنينا تراوحت بين ثلاث وعشر سنين؟ لا يوجد تفسير للتغاضي عن حرب ضروس على داعش سوى احتمالين: إما أنها حرب غير مهمة، وهذا مناف للمنطق والعقل، فليس هناك حرب غير مهمة، ناهيك عن أن المسؤولين الأمريكيين وعلى رأسهم الرئيس أوباما صرحوا مع بداية الحملة –ولا يزالون- بخطر داعش وأهمية القضاء عليها، أو أنه لا توجد حرب حقيقية على الإرهاب، وإنما اقتراب عسكري غربي للمناطق الساخنة من أجل إدارة الأزمات وليس من أجل حلها وإنهائها. قبل يوم من مؤتمر الرئيس باراك أوباما، نشرت وكالة الأنباء العالمية رويترز تقريرا تبين فيه تراجع الطلعات الجوية الحربية على داعش من قبل حلفاء أمريكا بالمنطقة-وتحديدا دول الخليج، حيث بلغ هذا التراجع غارتين جويتين خليجيتين في النصف الأول من هذا الشهر والباقي قامت به أمريكا وحدها، وتراوحت تفاسير أسباب ذلك من تلاشي الأهداف الثابتة لداعش التي قضى عليها الطيران، إلى مخاوف من أن تلك الضربات تقوي الأسد ضد أعدائه وتخلق تعاطفا مع داعش، عزز هذه المخاوف الكلام الأمريكي السمج عن تدريب معارضة سورية معتدلة، وتجاهل أمريكي لإرهاب النظام السوري والميليشيات الطائفية الإرهابية التي تسانده والتي تعتبر الوجه الآخر لعملة داعش الطائفية الإرهابية، إضافة إلى رفض أمريكي لمنطقة آمنة اقترحتها تركيا لمنع طيران الأسد من قصف المدنيين تمهيدا لقصف جيش الأسد نفسه، وهو مقترح تركي بمثابة حجة تضمن لهم عدم التورط بالحرب على داعش لثقتهم بأن أمريكا لن توافق عليه. لكن هناك تفسيرا لتجنب الرئيس أوباما لحربه على داعش، وهي أن هذا التجاهل يندرج ضمن استراتيجية تعكس نفسيته بتجاهل الأمور وإبقاء الوضع على ما هو عليه مع الاستمرار باحتوائه، والدعاء بأن يتكفل الزمن بحل المشاكل، هذه هي استراتيجيته بالصراع العربي-الإسرائيلي حين اصطدم بصلف نتنياهو، وهو موقفه من روسيا حين واجه بوتن العنيد، وهو نفس موقفه المتخبط من برنامج إيران النووي وانقضاء مهلة الستة شهور دون التوصل معها لاتفاق نووي نهائي، وهو نفس الموقف من كوريا الشمالية التي توعد بالرد على اختراقاتها الإلكترونية بالوقت والطريقة المناسبة التي يختارها (هكذا)، وهي نفس عبارات بشار الأسد كلما تعرض لعدوان إسرائيلي على بلاده. أثناء رده على سؤال صحفي، عطس أحد الصحفيين، فشمّته الرئيس بعبارة BLESS YOU= يرحمكم الله، ونحن بدورنا نتمنى للرئيس إجازة سعيدة ونقول له: MERRY CHRISTMAS. Mr. PRESIDENT الشرق القطرية