قبل سنوات، اتصلت بمسؤول كبير بوزارة التربية والتعليم وأبلغته أن مدرسة عالمية في الرياض تخضع لإشراف الوزارة ومعظم طلابها من السعوديين تعطل دراستها في أعياد الكريسماس، بينما تكتفي بإجازة مدتها ثلاثة أيام فقط في عيد الأضحى! يومها، أبدى اهتماما بالتصدي للأمر، لكن الأيام مرت دون أي تغيير، وأحيل المسؤول للتقاعد بعد سنوات قليلة، بينما أحيل بلاغي لغياهب النسيان! تذكرت ذلك وأنا أقرأ أمس الأول تصريحا لمدير عام التعليم في جدة الدكتور عبدالله الثقفي يعلق فيه على شكوى، نقلتها له صحيفة «سبق» الإلكترونية عن أهالي إحدى المدارس العالمية الخاضعة لإشراف الوزارة بجدة تعطل دراستها خلال أعياد الكريسماس، حيث نقل عنه قوله: «هذا أمر مرفوض، والنظام لا يسمح، وفي حالة ثبوت ما ذكر فهناك عقوبات رادعة لمثل هذه التجاوزات»! سبحان الله، نفس الكلام الذي سمعته من صاحبي الأول، لكن لا مدرسة الرياض غيرت نظام إجازة طلابها، ولا الوزارة طبقت عقوباتها الرادعة، وما زالت نفس المدرسة تعطل دراستها في أيام الكريسماس! وفي مدرسة جدة لا يبدو لي الحال مختلفا، المسؤول يلوح بالعقوبات الرادعة «في حال ثبوت تعطيل الدراسة في أيام الكريسماس»، وكأن تعطيل الدراسة بضاعة يتم بيعها بالخفاء، وليس نشاطا يتوقف، ومدرسة تغلق أبوابها، بحيث لا يحتاج الأمر سوى لمرور أي موجه على المدرسة ليجدها تغط في سبات الإجازة بلا طلاب ولا معلمين!.