كثير من الشباب والشابات يتعرّضون في مستهل حياتهم العملية إلى ضغوط عدّة، سواء في الالتزام بالحضور إلى دوام العمل في وقت محدد، أو الالتزام بتنفيذ أعمال ومهام بشكل معيّن، أو تطبيق سياسات عملية داخل المنظومة. كل ذلك يعدُّ شيئًا جديدًا على الشاب أو الشابة اللذين يلتحقان بالعمل لأول مرة، وأول ما يفكر الشاب أو الشابة فيه عند تعرضهما لمثل هذه الضغوط هو الاستقالة، وترك العمل. هذا العمل الذي قد يكون الشاب أو الشابة كانا يبحثان عنه لعدة أشهر، أو قد تكون عدة سنوات، بل قد يكون بعضهم قد حصل على هذا العمل بعد أن قام بتقديم الوساطات المتعددة، وبعضهم قد يكون دفع الأموال في سبيله.. وإذا بالشاب يستقيل من هذا العمل بكل سهولة، وفي غمضة عين، والسبب هو أنه لم يتحمّل ضغوط العمل. يتعجّل الشاب في تقديم استقالته بدون أن يفكر في مصيره بعد هذه الاستقالة، ويندفع إلى تقديم الاستقالة بدون أن يعرف أن هذه الورقة سيتم من خلالها إيقاف مصدر دخله الشهري، وأنه سيبقى بدون دخل، والأدهى والأمرّ إن كان هذا الموظف قد ارتبط ببعض المصروفات، كأقساط سيارة، وفاتورة جوال، وغيرهما من الالتزامات والارتباطات الأخرى، فتأتي هذه الاستقالة لتضعه في موقف حرج كبير. وللأسف فإن بعض الشركات تنتظر مثل هذه الاستقالات المتعجّلة؛ لتنهي بموجبها عقود بعض الموظفين، فهي لا تخطرهم في الأساس أن من حقّهم الرجوع في الاستقالة خلال عشرة أيام، ولا تسألهم عن سبب الاستقالة، بل ولا تحرص على التحاور معهم عن إمكانية الرجوع عن الاستقالة، فهي فرصة بالنسبة لبعض الشركات. لذلك فإنني أوصي الشباب والشابات أن يجعلوا الاستقالة آخر الحلول التي من الممكن أن يلجأوا إليها، وأن يحرصوا على الصبر والتريث والاستشارة قبل الإقدام على الاستقالة، والأهم من ذلك عليهم التأكد من توفر البديل في حالة أخذهم قرار الاستقالة. Ibrahim.badawood@gmail.com