Follow حين ظهر الشيخ احمدالغامدي مع زوجته في برنامج تلفزيوني قامت قيامة البعض قبل قيامها وامتلأت فضاءات النت بالغث والسمين من الردود والاعتراضات والاستنكار حتى وصل الامر بالبعض أن جعل تلك الحادثة من عوامل هدم الدين وسقوطه واعتلاء أعدائه ، وبدأت موجة من البكائيات على الدين ، الذي يظنه البعض جهلا من الهشاشة والضعف بحيث يتحلل ويذهب ادراج الرياح ، وهو مؤشر صدق على الفجوة بينهم وبين تاريخه المجيد ، وهرع البعض للتعوذ من الفتن ما ظهر منها وما بطن ، في إشارة واضحة الى ان ما لايمكن الرد عليه بالحجة والبرهان فهو مفتون ، ونحن برآآء منها ، وتكلف البعض جمع ما وقع تحت أيديهم من أقوال ونقولات هي عبارة عن رسائل واتسية ، وتغريدات تويترية ، ليحذروا الناس من شر هذا الخطر القادم ، وشكك البعض في رجولته ، واتهموا غيرته ، وتبرأ منه قومه ، ان صحت الأخبار ، فيما يسمى ببيان علماء غامد ، وتنادى البعض الى وجوب الوقوف في وجه هذا الخطر الغاشم ، ونسبه البعض الى الليبرالية ، ووصل البعض ان دخل الى حشاشة فؤاده وعرف ان نيته هو الانتقام لنفسه من المدرسة الدينية ، وأظهر هذا الامر الكثير الكثير من عوراتنا ، وليس عورة احمد الغامدي ، ليس أولى تلك العورات الغيبة التي لا اعلم ماذا يرى البعض حكمها في هكذا حال ؟ لقد ظهر من خلال تلك الحادثة عورة من عوراتنا يشير اليها ذلك العمق السحيق للتعصب المذهبي فينا ، وعدم القبول باي قول آخر ولو لمجرد المناقشة ، او حتى التفنيد ، وقرع الحجة بالحجة ، في الوقت الذي كان فيه ندعو الى التسامح في الحوار ، والتفهم للآخر ، ونضرب لذلك الأمثلة من نصوص الوحي ، ومن سيرة المصطفى عليه السلام ، لقد تبخر كل ذلك تحت ضغط الحشد باتجاه الرأي الواحد ، والسير خلف العصا البيضاء ، بحجة الدفاع عن الدين ، ونسي البعض في ظل التفاعل مع المجموع ، ان الدين هو دين الحجة والبرهان ، ( قل هاتوا برهانكم ان كُنْتُمْ صادقين ) وظهر جليا أن الغالب منا مقلد بتعصب ، والمسألة عنده ينهي الخلاف فيها قال شيخنا وانتهينا ، وكشف الغامدي عورة اخرى من عوراتنا تتمثل في السطحية الهشة ، والشغب المبالغ فيه ، وألفوبيا من مجرد البحث والنظر ، بل لقد غلب صوت الشغب السطحي على أقوال العلماء ذات البراهين والبينات ، ووقع بعض المحسوبين على العلم في القذف المبطن واتهام الغيرة والرجولة ، وضاع صوت العلم والعقل ، والبحث الهادئ ، والمجادلة بالتي هي أحسن ، ناسين أننا نشاهد كاشفات الوجه يوميا في المستشفيات ، والمطارات ، والأسواق ، بل حتى داخل الحرمين الشريفين ، فهل ذلك سائغ شرعا ، ام ممنوع ، وان كان ممنوعا كما يرى البعض في موقفه من الغامدي ، فأين هذا الحملة المضرية ضد كل ذلك ، ما الذي برر صمتنا عنهم ، والحرب على الغامدي ؟ ان كان القصد الحق ولا غير الحق ، على أن الغامدي هذا والله لا أعرفه ولا يعرفني ، وإنما أتساءل تساؤلا أظنه مشروعا ، فليتني اعرف لذلك سببا ! بل اننا لم نسمع عشر هذا الهيجان ضد صانعي ملابس العري ،والفتنة الحقيقية ، ومستورديها ومسوقيها ، والمتاجرين فيها، وعارضيها علنا ، دون حرج ، الا ان كان البعض يرى انها لا ضرر منها ، وان الضرر كله من الغامدي ؟! وإنك اذا ما دققت النظر وانعمته في بعض تلك الردود والنقول ، وجدت تناقضا يخفي خلفه ضعف قناعة ، وقلة بضاعة ، وغياب حجة ، وركوب موجة ، وأنك واجد غالب من شارك ورد ، ونافح ، وأتهم ، وحوقل ، وتعوذ ، لم يذكر في كلامه أية واحدة صريحة بينة ، أو حديثاً واحدا صحيحا صريحا ، يجعل كشف الوجه محرم حرمة الخمر والزنا ، وأن تغطيته واجبة وجوب الصلاة والزكاة ، ومن كان عنده فليعلمنا ، فليتنا نحظى بشرف لقب طلاب العلم ، وسوف تجد اكثر تلك الحملات أقوالا لم يحقق بعضهم مصدرها ومخرجها ، بل وصلته في رسالة فأحتسب الأجر في اعادة تمريرها ، ولو أستحلفته هل قال فلان ذلك لقال لك : كما وصلنا ،والله اعلم ومن عوراتنا تلك ذلك العجب الذي يتناقله البعض من دعوى إجماع المذاهب على ذلك ، وهي مغالطة علمية ، ومجازفة عقلية ، لا يقر عليها ناقلها، ولو ان جهة ذات مسؤولية واقتدار حققت كم من المشاركين في المسالة عاد اليها في مظانها ، وقلب عشرات المراجع والمصادر ، والبحوث ، للوصول الى الحق والقناعة لربما كانت النسبة صادمة ، مقارنة بالنقلة ، وممرري الرسائل ، وتلك عورة اخرى تشير الى ان البعض يأخذ دينه الذي يتعبد الله به من رسالة ، أوتغريدة ، او مقطع . وانكشفت عورة اخرى تتضح في مدى الغيظ والغلظة التي نظهرها للمخالف في مسالة خلافية ، ليست من الأصول ، ولا مما لا يسوغ الخلاف فيه ، ولو كان كافرا لهششنا له وبششنا رغبة في ترغيبه في الاسلام ، وتحبيبه اليه ، عملا بحديث ( الدين المعاملة ) فهل بعد هذا خلط ، وسطحية ، وتعجل ، وربما سؤ فهم للدين ، ولو قدرنا أن الغامدي اخطأ فأين حديث ( لا تكن عونا للشيطان على أخيك ) ؟ ولقد هرب البعض من مناقشة المسالة مناقشة علمية ، فقهية ، تأصيلية ، توضح خطا الغامدي ، وتبين سؤ فهمه ، إن كان كذلك كما يقولون ، وعدل الى اتهام الليبرالية والعلمانية وربما اليهود والنصارى ، جاهلا في الوقت ذاته ان كتب التفسير والفقه والحديث مليئة بمناقشة هذه المسالة وآلاف المسائل غيرها . فهل كان ذلك مؤامرة من الفقهاء لتمرير مخططات الليبرالية ، واليهود والنصارى ، أم هي حرية الطرح ، وقوة الحجة ، والبحث عن الحق المجرد من الهوى ، والشجاعة في نبذ التقليد لمن كان قادرا على البحث والنظر ، والاستدلال . وجعل النص فوق العرف كائنا ما تكون الأعراف . و عدل البعض الى منحى آخر فيما يمكن ان يكون عليه الحال من فساد وضياع وضلال فسوق فيما لو حقق الغامدي مراده ، ونسي ذلك القائل او تناسى حال أمهاتنا وجداتنا ، قبل ثلاثين وأربعين سنة فقط ، ام أنهن كنت فاسقات ؟ كم هو مؤلم أن تكون التهم المعلبة و ( الاستكرات ) المصممة مسبقا جاهزة لنلصقها بمن يخالف ما عرفناه ، ويعرف ما خالفناه ، عجزا وضعفا. كم هو مؤلم ان تر طالب العلم الذي يحذر الناس من الفتوى والوقوع في الأعراض اول الساقطين في منتصف الطريق كم هو مؤلم أن تكون علاقة الآخرين بك جد رائعة حتى يروا منك خلاف ما عندهم فيرشقوك بسهامهم ، ويستبيحوا عرضك كم هو مؤلم ألا يتربى الجيل على حفظ لسانه وعباراته في مواطن الخلاف فيتكلم بأدب أهل العلم او يدع الشأن لغيره حتى متى نبقى مجرد ردات فعل عنيفة ، وظاهرة صوتية صاخبة ، وحشد استنكاري جمعي . ان نصوص القران تخبرنا بصراحة انه ان حصل خلاف في أمر ما ( فردوه الى الله والرسول ) وليس كما سمعنا وقرأنا الى العادات والأعراف ، والتقاليد ، وقال شيخنا ، وترك نص النص وراءنا ظهريا . لست هنا بصدد الكلام في المسالة ، وان كنت اعتقد انها مسالة خلافية ، قال فيها سادنا العلماء اقولهم بحرية ، وشجاعة ، ودراية ، ولن ينكر ذلك الا مكابر ، مستندين الى ما فهموه رحمهم الله من النصوص ، وبقي سؤال اخير ، ماذا نفعل بكتب الخلاف ، وآلاف المسائل الخلافية في كتب الفقه ، والتفسير والحديث، هل نحرقها ؟ ام هل نحذر الناس منها ؟ ام هل نخفيها عنهم حفاظا عليهم ؟ ومن أراد قراءتها هل نفرض عليه وصاية ما ، وان لم يقبل فماذا نفعل ؟ والى لقاء