×
محافظة المنطقة الشرقية

جامعة الملك فيصل: الفساد ينمو حين تضعف الرقابة

صورة الخبر

•أخطر صناعة يمكن أن تمارسها بعض المؤسسات في بلادنا – دون أن تشعر - هي صناعة اليأس والإحباط في نفوس الشباب ..لاشيء يقتل آمال الشباب وطموحاتهم ، ويغير اتجاهاتهم الإيجابية إلى اتجاهات سلبية خطيرة على أوطانهم ومجتمعاتهم أكثر من وأد طموحهم ،وإشعارهم بالخذلان وعدم الأهمية من خلال تجاهلهم وعدم الاكتراث بهم أو حتى الرد عليهم !. •هذه رسالة وصلتني من شاب تنضح سطوره بالغضب الممزوج بالإحباط يقول فيها : " بعد دراسة مضنية لتسع سنوات جاهدت فيها كي أكون أحد ملّاك الشهادات خرجت ببكالوريوس علوم إدارية ودبلوم شبكات ، تقدمت لإحدى الشركات الكبرى ، وبعد انتظار طويل فوجئت باستدعاء من تقدموا معي دون أن يتم إخطاري لا بالقبول ولا بالرفض ودون اختبار أيضاً .. في العام الحالي عاودت المحاولة فتكرر السيناريو بنفس الطريقة ، تجاهلوني تماماً علماً أن جميع الشروط المطلوبة منطبقة عليّ تماماً ، والأدهى أنني حين أحاول التواصل معهم هاتفياً يتجاهلون الرد عليّ .. وحتى عندما قررت تكبُّد مشقة السفر لمقابلة المسئولين والاستفسار منهم شخصياً ، علني أجد بعض الإجابات وأقنع نفسي ،لم يقابلني أحد بل مُنعت حتى من الدخول !. • يضيف الشاب بقنوط واضح : " لماذا لا تعاملنا الشركات كبشرٍ ؟! لماذا لا نأخذ الفرصة مثل غيرنا حتى نكون أصحاب رضا عن سبب عدم قبولنا ؟! ..لماذا لم تأتِني رسالة اعتذار بأنه لا يمكن قبولك ولو حتى بسبب أن (نفسيتك وأنت تقدم كانت خايسة) حينها والله سأقتنع وأرضى .. أما أن أكون متوسداً (جوالي ) بانتظار رسالتهم التي لن تأتي ، وأشاهد الجميع وقد استلموا أعمالهم وأنا على حالتي البائسة تلك ، فهذا والله استهتار وعدم احترام للذات الإنسانية !. •انتهت رسالة الشاب المحبط التي حرصت على التعليق عليها حتى لا أكون أحد أسباب تعميق يأسه وإحباطه ..وفي رأيي أن أخطر ما جاء فيها قوله: ( أن يمنعك أحد من ( الحياة ) .. عندها لن تكون مبالياً بحياتك ! ) ..وهي عبارة جديرة بالتأمل والتوقف عندها طويلاً ! . بالطبع لا أطالب الشركات والمؤسسات الحكومية بتوظيف كل من يتقدم لهم من الشباب فهذا أمر غير ممكن .. لكنني أطالب بمراعاة آدميتهم وبالتعامل الحسن والنزيه والعادل معهم ، من خلال الشفافية التامة في إعلان النتائج ، والاعتذار لمن لم يتم قبولهم فهذا أدعى لإرضائهم واقتناعهم وعدم خسارتهم كقوى شابة ننتظر منها الكثير والكثير . •صنّاع الإحباط لا يساهمون في تعطيل عجلة التنمية فحسب .. بل يساهمون أيضاً في صناعة الكراهية والإرهاب والتشدد والعنف والمخدرات من حيث يشعرون ولا يشعرون ! . m.albiladi@gmail.com