كشفت مصادر أمنية السبت أن مصر تسلمت 10 طائرات مروحية من طراز "أباتشي" من الولايات المتحدة في الأسبوع الماضي، في مؤشر على تراجع التوتر بين البلدين الحليفين اللذين يواجهان التطرف "الإسلامي" في المنطقة. وكانت الولايات المتحدة أعلنت في نيسان (أبريل) الماضي إنهاء تعليق تسليم طائرات الهليكوبتر الهجومية لمصر، والذي فرضته العام الماضي بعد أن عزل الجيش الرئيس محمد مرسي واتخذ إجراءات صارمة ضد مؤيديه من جماعة "الإخوان المسلمين". وقالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) في أيلول (سبتمبر) الماضي إن الولايات المتحدة ستسلم مصر طائرات الهليكوبتر التي تنتجها شركة "بوينغ"، لدعم جهود القاهرة في محاربة "الإرهاب". وتحارب مصر جماعات متطرفة مسلحة تستهدف أساساً أفراد الأمن وتتمركز في سيناء. وبايعت جماعة "أنصار بيت المقدس" أقوى جماعة متشددة في سيناء تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) الشهر الماضي، وأعلنت واشنطن من جانبها هذه الجماعة "إرهابية". ومنذ عزل محمد مرسي المنتمي إلى جماعة "الإخوان المسلمين" في تموز (يوليو) العام الماضي، كثفت الجماعة هجماتها في شمال سيناء، كما أعلنت مسؤوليتها عن هجمات ضد قوات الأمن في القاهرة ومدن أخرى. وتقول الحكومة إن مئات من رجال الأمن قتلوا في هجمات الجماعة إلى الآن. وفي علامة أخرى على تحسن العلاقات بين البلدين وصل إلى القاهرة أمس الخميس السفير الأميركي الجديد لمصر ستيفن بيكروفت. وكانت السفيرة الأميركية السابقة في القاهرة تركت منصبها منذ أكثر من عام بعد عزل مرسي. وتنتقد واشنطن، حليفة القاهرة منذ 35 عاماً، بانتظام بطء عملية الإنتقال الديموقراطي، وحصيلة السلطات المؤقتة السيئة في مجال حقوق الإنسان والحريات العامة. إلا أن الولايات المتحدة تحرص أيضاً على حماية مصالحها الإستراتيجية، من خلال التعاون مع القاهرة في مكافحة "الإرهاب" واحترام إتفاقات السلام الإسرائيلية المصرية.