توقع المحلل الاستراتيجي فضل بن سعد البوعينين تغيرا جوهريا في التعامل مع ملف الخلافات العربية العربية ، قائلا لـ «عكاظ» إن إنهاء الخلاف القطري المصري سيقود بمشيئة الله الى إعادة ترتيب الملفات الأخرى المتضررة من الفرقة بن الدول العربية. وسيحقق دعم المملكة لفتح صفحة جديدة بين الدوحة والقاهرة التكامل والتعاون المفضي لتحقيق المصالح العليا للأمتين العربية والإسلامية. ومن المؤمل أن يدعم الأشقاء العرب وأصحاب الرأي والفكر هذا الاتفاق دعما للمصالحة ووحدة الكلمة، وهو ما أكد عليه البيان السعودي الذي أشار بوضوح إلى أهمية مباركة جميع الشرفاء من الأشقاء من علماء ومفكرين وكتاب ورجال إعلام بكافة أشكاله للتقارب الأخير، والعمل على تكريسه، من أجل الحؤول دون استغلال أعداء الأمة العربية والإسلامية لظروف الفرقة والتباعد. وأضاف البوعينين عندما تكون النوايا الحسنة قاعدة المبادرات السياسية، يبارك الله في النتائج، وإن كثرت المعوقات. وهذا ما ينطبق على مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز تجاه مصر وقطر، وإصراره حفظه الله على ردم فجوة الخلاف، وتجسير العلاقة، وإزالة تراكمات الماضي. وتابع أعتقد أن مبادرة نوفمبر مرت بمراحل مختلفة حتى أن مؤشر التشاؤم كان يحيط بها من كل جانب بعد استمرار المواجهة الإعلامية بين قطر ومصر، وكأن ما اتفق عليه لم يكن إلا حبرا على ورق. إلا أن إصرار خادم الحرمين الشريفين وتفهم قيادتي قطر ومصر لأهمية المصالحة وإغلاق ملف الخلافات التي لم تصب في مصلحة أي من البلدين بل كانت تصب في مصلحة أعداء الأمة ، قاد إلى تحقيق الانفراج والوصول إلى نقاط التقاء ستفضي بإذن الله إلى نتائج متميزة في الأيام القادمة. وأردف إن ترحيب المملكة بتوطيد العلاقات بين مصر وقطر، والتقاء الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، برئيس الديوان الملكي السكرتير الخاص لخادم الحرمين الشريفين خالد التويجري، ومبعوث أمير قطر لتفعيل مبادرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز للمصالحة بين البلدين قد تكون مقدمة لعقد قمة سعودية مصرية قطرية قريبا ، متى ما استكملت جميع متطلباتها الرئيسة خاصة وأن العالم العربي يئن تحت وطأة المشاكل المختلفة، ما قد يؤثر سلبا على استقرار المنطقة. وأضاف البوعينين أن المباحثات التي تمت في القاهرة ما هي الا استكمالا للقاءات السابقة التي تدخل فيها خادم الحرمين الشريفين شخصيا لمعالجة أزمة العلاقات المصرية القطرية التي باتت بتوفيق الله على مشارف الحل النهائي، إن لم تكن أنجزت بالفعل. واستطرد إن خادم الحرمين الشريفين رعى شخصيا المبادرة. واستكملها من خلال ممثله الخاص في لقاء القاهرة الذي كشف عن حجم العمل المتميز الذي قامت به المملكة، وجهود الملك عبدالله الذي لم تمنعه ظروف انشغاله الدائم في إدارة الحكم عن الانخراط الكلي في المصالحة القطرية المصرية والتي تكللت بالنجاح بفضل الله.