×
محافظة المنطقة الشرقية

لطيفة إلى الدراما التلفزيونية... بـ«زمن نجيب وبديعة» | مشاهير

صورة الخبر

في اليوم العالمي لحرية الصحافة لم أجد الكثير من الخيارات للدفاع عن مهنة المتاعب، فوضع الصحافة في عالمنا العربي يشبه بالضبط المثل الشعبي الذي يقول: (إن رفعتها للشارب وإن طمنتها للحية)، لذلك غيرت رأيي وقررت الكتابة عن ارتفاع أسعار الطماطم، رغم أنني لست متأكدا من كون أسعار الطماطم قد ارتفعت بالفعل أم أنها لازالت على حالها، ولكن في كل الأحوال فإن الكاتب الحر إذا أعلن تذمره من ارتفاع أسعار الطماطم فإنه سيقترب أكثر من هموم الشارع!، فالطماطم منتج وطني حيوي يدخل في صناعة الشكشوكة ومن شأنه تغيير طعم الكبسة، لذلك فإن التصدي لأي محاولة لرفع الأسعار يعتبر من صميم واجب الصحافة الحرة المسؤولة التي تعبر عن تطلعات المجتمع. وقد يظن القارئ الكريم أن البشرية عرفت الطماطم منذ زمن بعيد مثلها مثل بقية الخضراوات وأن الخلفاء الأمويين والشعراء العباسيين كانوا يستخدمون الطماطم في السلطة، ولكن هذا غير صحيح على الإطلاق، فالعالم بأسره لم يعرف الطماطم إلا بعد اكتشاف الأمريكيتين وقد عثر على هذه الثمرة الحمراء في المكسيك ثم انتقلت إلى أوروبا حتى وصلت إلى عالمنا العربي في وقت متأخر، وقد كان أول ظهور للطماطم في الجزيرة العربية في الحجاز، حيث كان الناس يسمونها (باذنجان أحمر) لأنها تنتمي إلى فصيلة الباذنجانيات، وهناك أسماء مختلفة لها في أماكن مختلفة في العالم العربي، ففي بلاد الشام تسمى (بندورة)، وفي مصر تسمى (قوطة)، ولكن اللافت للانتباه أنه رغم تعدد أسمائها إلا أنها حملت لقبا واحدا وهو (المجنونة) نظرا لتقلب أسعارها بصورة لا تخلو من الجنون. ولا شك أن ثمة أنواعا عديدة من السلطة لا تكون الطماطم من بين محتوياتها، ولكن وجود الطماطم هو الذي يضمن التعددية في السلطة، فغياب الطماطم يؤدي غالبا إلى سيطرة الخس والجرجير على طبق السلطة دون مراعاة للأمزجة المختلفة، وقد ذكر لي أحد الأصدقاء أن تصنيف الطماطم ضمن الخضراوات هو خطأ شائع لأنها في الأساس فاكهة ودليله على ذلك أن بذورها في داخلها وقد ظلمت هي والخيار في هذا التصنيف، ولكن أيا كان الحال فالطماطم أصلا ضد لعبة التصنيفات وهي تعبر عن نفسها دون أي اعتبارات أيديولوجية ولو لم تكن كذلك لاعتبرها الناس شيوعية بسبب لونها الأحمر!. وأخيرا بمناسبة اليوم العالمي للصحافة أشعر بواجب مهني يحتم علي توجيه تحية إلى كل حبة طماطم في هذا العالم بقيت صامدة رغم كل محاولات الفجل والبصل والكراث تحييدها وتهميشها واعتبارها عنصرا زائدا في طبق السلطة ! نقلا عن عكاظ