رغدة الفقيه للتعاسة عنوان، فاختر لنفسك عنواناً بعيداً عنها، أبعد جداً من جدار سابع جار، حتماً سيؤرِّق عينيك كثرة تذمرك، وسينعكس سلباً على تفكيرك، وبالتالي على قراراتك.. أدائك.. حياتك.. إذاً أنت بكامل قواك العقلية اخترت أن تُنهي نفسك! أضف إلى ذلك أنك ستصيب كل من حولك بالتعاسة وتزيد عليها الكآبة، أخيراً سينفجر على كوكبنا نيزك مليء بنسخٍ تعيسة مثلك، تبدأ عملها في نشر التعاسة صباحاً مع صوت المنبه، ولا تتوقف إلا لضبط المنبه ليلاً استعداداً ليوم آخر حافلٍ بالتعاسة. المشكلة الحقيقية في أنك سريع التأثير لا التأثُّر، وكم أتمنى قلب هذه المعادلة لتصبح بطيء التأثير لا التأثر، أو ضع مثلاً إشارة: «احذر الاقتراب» وقد أعذر من أنذر! عموماً عزيزي التعيس لقد أثبتَّ وجهة نظر تعاستك جيداً، وأن لها تسعة وتسعين وجهاً، بقي أن تثبت أن أحد هذه الوجوه -على الأقل- «الابتسامة».. ابتسم، ثم ابتسم.. وعزاؤك في ذلك أن تتذكر حديث عبدالله بن الحارث الزبيري، إذ قال: «ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم».