(١) أحياء (الحمدانية) شمال شرق مدينة جدة، والتي تبلغ ١٢ حيًّا متجاورًا، هي منذ سنوات، بمثابة ورش عمل متنوعة خلال ساعات اليوم كله.. شاحنات وناقلات وآليات عمل ضخمة تجوب شوارع تلك الأحياء، وما يوازيها على خط الحرمين غربًا، ناثرة الرعب والفزع لمن تسوّل له نفسه ويقترب..! (٢) الأكثر رعبًا في الموضوع، هو غياب سيارات المرور (شبه) التام في هذا المشهد الصاخب بالحديد! ويشمل هذا الغياب المؤرّق شوارع الأحياء الداخلية، والرئيسة (كالشارع الذي تعارف السكان بتسميته.. شارع٥٢) والذي يشق المكان في امتداد الشمال، وذلك مخارج ومداخل الأحياء، وما يوازيها من الطريق المنهك (أصلاً).. طريق الحرمين. فذلك الشارع الرئيس يطبق مرتادوه مقولة (كل من إيده إيله) في غياب المراقبة، من رجال المرور، وخلو تقاطعاته (الرهيبة) من إشارات مرور.. فربما وجدت فيه شاحنتان تتسابقان لتفريغ حمولتهما من (الفوضى)، وربما رأيت صبيًّا غريرًا يقود سيارة والده بسرعة الطيش والجهل.. ولستم في حاجة بالتأكيد، لأن تتوقعوا ماذا يصير إليه الأمر عندما يحدث حادث (سير).. ومتى تأتي سيارة المرور لتقف على الحادثة، و(الشغلة) بجد كلها حوادث ومخالفات من كل شكل ولون! أمّا مداخل الحي ومخارجه، فأبرز ما يمثل مرارة مشهدها، هو ذلك المخرج الوحيد (صباحًا) جنوب جسر (الحجاج)، والذي يخرج من (ضيقه) سكان وطلاب وعمال، وموظفو ١٢ حيًّا، للصعود إلى جسر (الحجاج) والعودة جنوبًا.. عبر الطريق المقصود (الحرمين).. ولك أن تتخيل بؤس المشهد الصباحي المتمحور في (نقطة) واحدة محددة! ذلك البؤس الذي يجعل من الدخول عبر ذلك (المخرج) للأحياء أمرًا مستحيلاً، الأمر الذي يؤدّي إلى تراكم السيارات في طريق الحرمين مسببًا الكثير من الحوادث المفجعة! (ذوو الثقة من سكان هذه الأحياء يقولون إنهم شاهدوا رجل مرور واحد مرتين متباعدتين من بعد العودة إلى العمل والدراسة في بداية شهر شوال المنصرم)!!، ويبدو أنه جاء عن طريق (الفزعة) ما دام الأمر بتلك الندرة (المؤكدة)! أما طريق الحرمين المقابل لتلك الأحياء الصاخبة فأزماته أكبر وأكثر خطورة، ابتداء من شاحنات المشروعات المحيطة، والتي يقودها متهورون، لا يعبأون بكل (صغير) وإلى خطورة مداخل الحي، من مركبات طريق يسلكه الجميع، حتى المسافرين إلى شمال الجزيرة العربية وجنوبها، كما أن المعاناة تشتد وطأة و(كارثية)، عندما يفتح أحدهم الشبك الموضوع بين مساري الشمال والجنوب، حتى لا يكلف نفسه -وجماعته- بالدوران من بعيد، فتجده يقتحم الطريق فجأة، مسببا (أفدح) الحوادث التي تدمى لها القلوب، وتتسبب في إحداث فوبيا الطريق لأطفال الأحياء المجاورة.. شاهدت بنفسي -هذه المرة- شاحنة اقتحمت طريق الحرمين عبر هذه (الفتحة) المصنوعة، قادمة من اتجاه الشمال، للدخول إلى أحياء الحمدانية من أحد مداخلها الشمالية، ولما لم تكن (فتحة) الموت تلك، مقابل المدخل، فقد قرر قائدها المتهور (بقوة) أن يقطع الطريق، ثم يعكس اتجاه السير جنوبًا، في مواجهة القادمين من طريق سريع شمالاً.. (هل رأيتم سلوكًا أكثر تهورًا من ذلك في عالم الطرق والسيارات. في الزمن كله)؟! (٣) كل ذلك، يحدث في غياب عجيب من رجال المرور.. ذلك الغياب الذي لطالما قلناه ونبّهنا إليه، من أجل سلامة أنفس بريئة، لدرجة تأكيدنا على وجود سيارة مرور وحيدة (فقط) تقف بالقرب من (جسر) المطار منذ سنوات عديدة.. (.. وبس)!! ويتجاوز ذلك الغياب طريق الحرمين بمجمله، إلى المشهد الذي رأينا تجلياته فيما سبق بكل ألم! (٤) .. (نفسي) من يقول لي: "أين ذهب رجال المرور في مدينة جدة؟ أينهم؟ هل يعملون في مناطق مرورية لا نعلمها، أم أنهم -جميعهم- يجتمعون كل يوم في إداراتهم لإعداد خطة مرور لأجيالنا القادمة؟!". (٥) أحد المولعين بالإحصاءات حاول أن يصل إلى عدد مقارب للمركبات لمن يسلك طريق الحرمين من منطقة الرحيلي في اتجاه الجنوب، خلال أوقات الذروة من السادسة والنصف صباحًا إلى الواحدة والنصف، فقارب النتيجة بعدد يقع بين (٣٥-٤٠) ألف مركبة في الاتجاهين.. وبالتالي، فهل أن سيارة مرور واحدة أو اثنتين تكفي (لتغطية) ٤٠ ألف سيارة خلال ٧ ساعات فقط؟! (٦) نسيان.. أم تجاهل.. أم تكاسل.. أم عدم تحمل للمسؤولية الوطنية.. كلها أكثر شناعة ومرارة (من بعض)!!.. ارحموا مجتمعنا.. يا (ناس).. يرحمكم الله!! faisal.s.g@hotmail.com للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (14) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain