للمرة الأولى منذ دخلها الإسلام، وفي احتفالٍ كبيرٍ يجري الإعداد له، تستقبل العاصمة الروسية موسكو "شَعْرة" من شعر الرسول محمد، صلى الله عليه وسلم، قادمةً على متن رحلة جوية خاصة من داغستان إلى روسيا، برفقة رئيس الإدارة الروحية للمسلمين في موسكو، إلدار آلياتدينوف. وصرح المكتبُ الصحفي للإدارة الروحية للمسلمين في روسيا بأن شعرة من شعر الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- ستصل إلى موسكو من داغستان يوم 25 يناير 2015م، على متن طائرة تنفذ رحلة خاصة من محج قلعة، حيث سيتزامن نقلها إلى موسكو مع الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف الذي سيجري في العاصمة الروسية بقاعة "كروكوس سيتي هول" بناءً على مبادرة من مجلس مفتي روسيا والإدارة الروحية للمسلمين في روسيا، وفقًا لموقع "روسيا اليوم" السبت (20 ديسمبر 2014). وسيرافق هذا الأثر المقدس، مع آثار إسلامية أخرى محفوظة في العاصمة الداغستانية، رئيسُ الإدارة الروحية للمسلمين في موسكو، إلدار آلياتدينوف، الذي أكد ضرورة احترام هذا التراث الإسلامي، والاعتناء به، وحفظه، ونقله إلى الأجيال القادمة "لأنه بركة ونعمة من الله". ويتوقع أن يكون هذا الاحتفال عنوان انفراجة لما يمكن وصفها بـ"الحرب" التي تشنها السلطات الروسية منذ فترة على المظاهر الإسلامية بالبلاد، في ظل اضطهاد متزايد للمسلمين الذين يبلغ عددهم ما بين 20 و25 مليونًا، والتي بدأت بمنع ارتداء الحجاب في المدارس والجامعات الروسية، ثم توسعت لتشمل تعرض المحجبات للمضايقات في المدن الكبرى، بل وصل الأمر إلى حظر الكتب الإسلامية، وإدراج العشرات منها على لائحة "الإرهاب"، بينها صحيح البخاري، وكتيبات الأدعية التي تضمّ آيات قرآنية وأحاديث نبوية. ويأتي المسلمون في المرتبة الثانية من حيث عدد السكان في روسيا. وعلى امتداد قرون من الزمن كانوا يعيشون بجوار المسيحيين الأرثوذوكس الروس، ولكن في العقود الأخيرة، وعلى خلفية عدم الاستقرار الداخلي والأعمال الإرهابية؛ أصبح الروس ينظرون بحذر للمسلمين، أما المسلمون أنفسهم فيدعون مواطنيهم إلى عدم الخلط بين المسلمين الحقيقيين وأولئك الذين يُسمون أنفسهم "مسلمين"، ولكنهم في حقيقة الأمر لا يتبعون أحكام الإسلام. وبدورهم، يدعو رجال الدين إلى عدم ربط الإرهاب بالإسلام، وإلى استخدام التوعية للحيلولة دون وقوع نزاعات. ولا توجد إحصائيات رسمية عن عدد المسلمين في روسيا، ولكن بحسب الإحصاء السكاني الأخير الذي جرى في عام 2002 فإن عدد الشعوب الإسلامية في روسيا كان يشكّل تقليديًّا حوالي 14.5 مليون نسمة (حوالي 10% من عدد سكان روسيا)، ووفق إحصائيات الإدارة الدينية لمسلمي القسم الأوروبي من روسيا الاتحادية، فإن عدد معتنقي الإسلام في روسيا يصل إلى 20 مليون نسمة، في حين أفادت نتائج المسح الذي أجراه مركز " ليفادا-سنتر" في عام 2013، بأن عدد المسلمين يشكّل 7% من سكان روسيا. وتُوجد في روسيا أقاليمُ يدين السكان فيها تقليديًّا بالإسلام، وهي جمهوريات شمال القوقاز (إنغوشيتيا، الشيشان، داغستان، كابردينا، بلكاريا، كاراتشايفا، تشيركيسا) وكذلك جمهوريتا باشكورتستان وتتارستان.