تسعى المؤسسات الكبرى ورجال الأعمال وعامة الناس للقيام بمهام جليلة لخدمة المجتمع من أجل وضع بصمة في مسيرتهم تجاه المجتمع الذي يعملون فيه ومن أجل التقدم خطوة جوهرية نحو بناء جسور الترابط الاجتماعي والاقتصادي وحتى الأمني. في العالم الغربي تسعى الجامعات والشركات والبنوك والأثرياء بل وحتى البسطاء من الناس للقيام بخدمة المجتمع بقدر المستطاع لإعادة ورد الدين للوطن الذي يعيش على ترابه .. خدمة المجتمع تعود بالإيجاب على المقدم والمستفيد من الخدمة لأن ما يتم زرعه اليوم سوف يُجنى حصاده بعد سنوات وهنا يظهر المعنى الحقيقي لتلك الخدمة.. قد يتوقع بعض الناس أن خدمة المجتمع تحتاج إلى ملايين وإلى تفرغ وساعات ومسؤوليات والتزامات وهذا ليس بصحيح على الإطلاق .. أتذكر في أستراليا أن جارتي الأسترالية كانت تذهب وتقف يومياً في الشوارع لتنظيم الطرق للأطفال أثناء الخروج من المدارس لمدة ساعة وهي سعيدة بذلك العمل الإنساني النبيل بل وحتى الجميع يحترمونها خصوصاً أنها حصلت على وسام شرف وخدمة. خدمة المجتمع بحاجة إلى زرع مفهوم وثقافة العمل التطوعي التي تكاد أن تكون شبه غائبة في واقعنا المعاش.. لنتخيل أن في كل حارة تطوع شخص أو أكثر للقيام بمهام تنظيم الشوارع لحظة خروج الطلاب والطالبات من المدارس فكم سوف تهبط نسبة الحوادث والدعس! وكم من أب وأم سوف يشعرون بالأمان لوجود تلك الخدمة ! لنفكر قليلاً ولنعمل كثيراً تجاه مجتمعنا الغالي.