×
محافظة حائل

تعليم حائل يعلن انطلاق جائزة التربية والتعليم للتميز

صورة الخبر

كثفت مؤسسات المجتمع المدني السعودي في السنوات الأخيرة ملامستها للأولويات التي يحتاجها المجتمع، وخصوصا المساهمة في المساعي الحكومية لمحاربة البطالة في المملكة من خلال تقديم مشاريع اقتصادية متنوعة للنهوض بالأسر، وخصوصا محدودة الدخل منها. وتهدف تلك الجهود إلى تحويلها من أسر مستهلكة تعتمد بشكل كلي على الدعم الحكومي من خلال المخصصات المالية الشهرية أو الجمعيات الخيرية الداعمة، إلى المساهمة في إطلاق مشاريع تجارية يمكنها أن تساهم في نهوضها واعتمادها على نفسها بشكل أكبر من خلال الإنتاج الذاتي والاستثمار الناجح الذي يمكن أن يكون له أثر إيجابي على خدمة المجتمع وتعزيز الموارد. ويقدر عدد مؤسسات المجتمع المدني الموجودة في السعودية، وتحديدا الجمعيات الخيرية، بـ650 جمعية مرخصة، وتعد من أبرز مؤسسات النفع العام الأهلية في المجتمع السعودي، بصفتها تؤدي الكثير من المهام الاجتماعية المساندة للدور الحكومي في الرعاية المقدمة للمحتاجين. ومع أن عدد جمعيات المجتمع المدني يعد قليلا في بلد بحجم السعودية، إلا أن الكثير من هذه الجمعيات تضم فروعا مختلفة لها على مستوى المملكة، بحيث يستفيد من مشاريعها أكبر عدد من المحتاجين. وتسعى كل جمعية إلى تمييز نفسها من خلال الخدمات التي تقدمها. ومن بين هذه الجمعيات مركز بناء الأسر المنتجة في شرق السعودية التي تقدم قروضا ميسرة ومن دون فوائد للسيدات للاعتماد على أنفسهن، وخصوصا من الأسر المحتاجة، حيث يجري استغلال حالة الفراغ التي تعانيها السيدات العاطلات عن العمل بطرح فرص لمشاريع تحتاج إلى من يقودها ويبدع فيها ويكسب من خلالها الرزق، وتيسير أمور المعيشة بدلا من الاعتماد على الدعم الحكومي ودعم الآخرين من أهل الخير عبر الجمعيات الموجودة. ويقول المدير التنفيذي للمركز محمود الشامي إن مركز «جنى» هو عبارة عن مشروع اقتصادي اجتماعي يقدم خدمات الإقراض المتناهي الصغر للنساء دون اللجوء إلى الكفالات التقليدية، بل يعتمد على مبدأ الضمان الجماعي للنساء فيما بينهن، وفي الوقت نفسه يرسخ ثقافة العمل ومبدأ الاعتماد على الذات، ويوفر فرص عمل ذاتية للنساء بالمجتمع. ويضيف الشامي لـ«الشرق الأوسط» أن برنامج «جنى» هو أحد برامج خدمة المجتمع لمؤسسة سليمان بن عبد العزيز الراجحي الخيرية ويتبنى دعم المشاريع المتناهية الصغر وتمويلها ويركز على فئة النساء. ويركز على المشاريع النوعية التي تحقق قيمة مضافة للنساء بالمجتمع وتساعد في دعم الاقتصاد الوطني وتوطين الوظائف من خلال توفير فرص عمل ذاتية للنساء. ويعد هذا البرنامج من البرامج والمشاريع غير الربحية، حيث لا يجري الحصول على فوائد مالية من المقترضين، كما أن هناك استشارات مجانية تقدم لهن، ويجري التعاون مع الكثير من الشركات الكبرى وفي مقدمتها شركة أرامكو، وكذلك المصارف الكبرى لتوفير التدريب والتأهيل والدعم المالي بشكل دائم، إضافة إلى تنظيم معارض وإيجاد مواقع في المهرجانات الوطنية لعرض منتوجات الأسر المنتجة وتحقيق المكاسب المالية للأسر المستفيدة من هذا البرنامج. وأيضا هناك تعاون مباشر مع بنك التسليف السعودي، وهو بنك حكومي يقدم أيضا قروضا ميسرة ومتنوعة للمواطنين السعوديين وفق ضوابط وشروط محددة دون الحصول على فوائد. ويفخر القائمون على هذا البرنامج بتحقيق أرقام تفوق التوقعات من حيث التزام المقترضات بتسديد الأقساط المتفق عليها عند توقيع العقد، حيث تصل نسبة الانتظام في السداد للمشاريع المتناهية الصغر إلى 99.6 في المائة، كما يؤكد رئيس مجلس إدارة المركز محمد الخميس. ويضيف الخميس أن نسبة النجاح 92 في المائة من المشاريع التي يدعمها المركز، سواء كانت تجارية أو صناعية للأسر المنتجة. وأوضح أن كل ذلك من أجل ترسيخ ثقافة العمل ومبدأ الاعتماد على الذات، كما أشار إلى توقيع اتفاقية دعم مشاريع النخبة بـ3 ملايين ريال قبل أيام مع مصرف الراجحي، حيث تقضي الاتفاقية باختيار 10 عميلات متميزات من الأسر المستفيدة من المركز ودعمهن بمبلغ 3 ملايين ريال بمقدار 300 ألف لكل عملية لتطوير مشاريعهن المميزة والخروج بهن من نطاق العمل المنزلي غير المسجل ليصبحن مالكات لمشاريع مسجلة ولها مواقع تجارية ومنافسة في السوق. وأوضح الخميس أن المركز وفر 35 ألف فرصة عمل للنساء في كل من الخبر والدمام والأحساء والقصيم وحائل وجازان وعرعر والجوف وينبع والباحة ومكة المكرمة منذ تأسيس المركز في رجب 1431هـ الذي بدأ بـ28 أسرة، والآن وصل العدد إلى 35 ألف أسرة بقروض بلغت 120 مليون ريال. وشدد على أن هذه النسبة متفوقة مقارنة بالمشاريع المماثلة لها داخل السعودية وخارجها، ويدل بشكل واضح على نجاح المشاريع التجارية والصناعية الخاصة بالمستفيدات، كما يشير إلى كفاءة مركز «جنى» في تحصيل أقساط القروض من آلاف العميلات في جميع المناطق التي يقوم بخدمتها. ويعمل بالمركز 109 موظفين، فيما تصل نسبة السيدات العاملات في المركز إلى 85 في المائة والتوطين يصل إلى نسبة 94 في المائة. عن فكرة المشروع يقول محمد الخميس: «بعد اطلاعنا على التجارب العالمية والإقليمية والمحلية في صناعة التمويل، استطعنا توجيه البوصلة إلى الهدف الصحيح، حيث جرى تأهيل فريق احترافي استطاع الوصول إلى هذه الفئة من المستفيدين وإقناعهم بالاستفادة من الخدمات المالية وغير المالية التي يقدمها المركز، حيث إن البنوك التجارية تقتصر خدماتها على الطبقة الوسطى وما فوقها، وهذه فلسفتنا في الوصول إلى هذه الشريحة وتمكينها من العمل في المنزل ومراعاة خصوصيتها بالمجتمع». وتقول أم محمد العيسى، إحدى المستفيدات من برنامج «جنى» إن هذا البرنامج وغيره من البرامج التي يقوم عليها المجتمع المدني ساهمت كثيرا في حل الكثير من المشاكل الاقتصادية، خصوصا من خلال الدعم والتمويل الميسر الذي لا يمكن الحصول عليه مباشرة من المصارف التجارية العاملة في المملكة إلا وفق شروط وضوابط يصعب على شريحة واسعة، وخصوصا النساء، الإيفاء بها؛ لتأتي هذه الجمعيات وتقدم حلولا كثيرة، منها الدعم المادي والمعنوي والاستشارات. وأشارت إلى أن مشروعها يتركز على تصنيع الحقائب النسائية، ولقيت نجاحا كبيرا في هذا المجال، وحققت مكاسب مادية وفرت لها حياة كريمة وجعلتها تتوسع تدريجيا في هذا المجال.