إبراهيم أحمد المسلم يعيش الإنسان حياته في تمنٍّ دائم ويضع هدفاً ما صوب عينيه كي يسعى له ويحققه. هناك من يسعى بالشكل التام الكامل لتحقيق هدفه وينجح مرة ويفشل في الأخرى، لكن لا يصيبه إحباط، وهناك من ينتابه الإحباط بعد الفشل الأول. في بعض الأحيان تنتاب الإنسان نوبة من الإحباط التي تدعوه إلى الكسل والنوم العميق. هذه النوبة تهلك الإنسان وتضيّع وقته ومجهوده وعلاقته بدينه، والناس المحيطين به، هذا ما يحدث للإنسان إذا أصابته هذه النوبة من الإحباط، ولكن السؤال هل يستمر الإنسان في هذه النوبة طويلاً؟ ويقضي فيها وقتاً كثيراً؟ أم إنها لا تأخذ وقتاً من هذا الإنسان؟ كي يستعيد بعدها قوته ومجهوده من جديد. كثير منا يصاب بالإحباط حينما ينظر إلى نفسه، النفس التي لا تقدر على التقدم.. خصوصاً إذا نظر الواحد منا في تاريخه ليجد مواقف مملوءة متكررة ومملوءة بالإحباط، والمواقف الفاشلة، فلو نظر إليها لوجد نفسه عرضة للإحباط المتكرر. إذا استشعر الإنسان لحظات حياته لحظة بحظة ونظر إلى يومه يوماً يوماً فإنه لا شك سيحاصر هذا الإحباط المتكرر، وهو بذلك يعتبر هذا اليوم هو حياته كلها، فلذلك فهو يعمل ولا ينظر لا إلى ما فات ولا إلى ما يأتي، فيومه يومه. كثير منا يبدأ حياته ويحدد مصيره ويمسك بورقته وقلمه ويحدد أهدافه ولكنه لا يلبث أن يعود إلى حاله من جديد ويرجع، ولكنه لا بد عليه ألا ييأس، فكل محاولة للرجوع من جديد تكتب له لا عليه، وكل مجهود يبذله في ميزانه، فلا تيأس، ودائماً حدد هدفك. دائماً امسك ورقتك وحدد أعمالك وهدفك وحدد معالم مستقبلك، فإلى دوام إن شاء الله، وإلى تقدم ونهضة بإذن الله. في وقت النهوض يكثر الإنسان من العمل فلا يدري متى يغلق الباب فهذه فرصة عظيمة، وتذكر دائماً أن صنائع المعروف تقي مصارع السوء، وأن الخير الذي يقدمه الإنسان يجده في كل مواقف حياته، فما عليك إلا أن تكثر وقت النهضة، فكل ما تقدمه في هذا الوقت يكون لك رصيداً وقت الركود. لا ييأس أبداً من كان وكيله الله، ولا يحزن أبداً من كان وليه الله، فدائماً استعانتنا بالله، وذكرنا له وتذكرنا نعمه، وبكاؤنا من خشيته، قادرة على تغيير الحال، فكيف يجد من فقد الله؟ وكيف يفقد من وجد الله؟ أخيراً، لا بد من السعي دائماً وأن نعمل ما علينا من واجبات حتى لا نجعل هناك باباً مفتوحاً أمام مفترق طرق بين الإحباط والإصرار، وحتى لا تتملك منا الحيرة.