واصل أمس، أهالي العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» جولتهم على المسؤولين. وزار وفد منهم الأمين العام لـ «تيار المستقبل» أحمد الحريري في حضور النائب زياد القادري، فيما عدلت «الدولة الإسلامية» أمس عن تهديدها بتصفية اثنين من العسكريين. وأطلع الأهالي الحريري على معاناتهم وهواجسهم وعرضوا له مطالبهم التي وعد بنقلها إلى الرئيس سعد الحريري، مؤكداً «أن موقف تيار المستقبل واضح بأننا مع أي أمر يعيد المخطوفين إلى أهاليهم، سواء بالمقايضة أم بغيرها». وأوضح «أن لا مشكلة لدى تيار المستقبل بالنسبة الى الجهة التي تفاوض، أياً تكن، أو الى هوية الوسيط، أياً يكن، لأن ما يهمنا أن نتمسك بأي بصيص أمل نستطيع من خلاله استعادة أبنائنا المخطوفين من المؤسسة العسكرية والقوى الأمنية». وقال: «آن الآوان لكي يعود المخطوفون إلى بلدهم، وإلى أحضان أمهاتهم، وآن الآوان كي لا نرى المزيد من هذه الدماء الطاهرة تسيل، ونحن في تيار المستقبل سنقوم بكل جهد كي نكون مع الأهالي وأمامهم في أي خيار يتخذونه، لأن لهم الحق في أن يقرروا مصير أبنائهم». وعاد الأهالي إلى ساحة اعتصامهم مؤكدين أنهم استمعوا إلى موقف «المستقبل» الإيجابي من قضيّتهم. وأكد رئيس لجنة أهالي العسكريين المخطوفين حسين يوسف «أننا مستعدون للذهاب إلى آخر الدنيا من أجل تحرير أبنائنا»، ملمّحاً من جديد إلى «إمكان الذهاب إلى السعودية للقاء زعيم تيار المستقبل الرئيس السابق للحكومة سعد الحريري». ولفت إلى أن «الدولة الإسلامية عدلت عن تهديدها بالبدء بتصفية العسكريين أمس من خلال مناشداتنا لها عدا عن اتصالاتنا مع بعض الوسطاء»، لكّنه أعرب عن «تخوّف الأهالي من عودة التهديد قريباً إذا لم تُعيّن الحكومة مفاوضاً جديداً لبدء مفاوضات جديّة». وقال حمزة والد المخطوف لدى «النصرة» وائل حمّص: «لو تسمع روح الرئيس الشهيد الحريري ما يحصل اليوم في قضيتنا لكان أتى وهزّ أساسات السراي وقال لوزرائها عيب عليكم». وأشار الأهالي إلى «إمكان لقاء الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله والبطريرك الماروني بشارة الراعي». الى ذلك، قال وزير الصحة وائل أبو فاعور بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري إن «موقفنا وموقف الرئيس بري هو أنه يجب أن يكون هناك حراك سريع في هذا الملف وأن لا يترك للصدف ولا يترك الأهالي عرضة ونهباً للتهديدات وللقلق الذي يعيشون به في كل يوم، وأن يكون هناك أيضاً اقتناع بأنه لا بد من تقديم تضحيات ما». ورأى أبو فاعور أنه «لا بد من القبول بأثمان لأنه لا يوجد دولة في العالم فاوضت من دون أن يكون هناك أثمان مقابل ذلك»، معتبراً أن «الشيء الإيجابي المهم هو تأكيد القوى السياسية أنها مع المقايضة، لا سيما تكتل الإصلاح والتغيير». المصري يلتقي «داعش» ومساء أمس، أكد والد المخطوف محمد يوسف أن الشيخ وسام المصري (سلفيّ من طرابلس) الذي كان تردد أن له علاقة مع الخاطفين (تردد أن النصرة كلفته ثم عادت فنفت ذلك) اتّصل به وأبلغه بأنه التقى العسكريين المخطوفين لدى «داعش» في جرود عرسال - القلمون، وبأنه سينتقل إلى ساحة رياض الصلح للقاء الأهالي لإبلاغهم بشيء جديد. ورجّح يوسف أن وجود المصري في الجرود أمس أدى إلى تأجيل التهديد بقتل العسكريين.