مكة المكرمة / المدينة المنورة 27 صفر 1436هـ الموافق 19 ديسمبر 2014م واس أوضح إمام وخطيب المسجد الحرام فضيلة الشيخ الدكتور صالح آل طالب أن الدعوة إلى الله جالبة لمحبته تعالى وأن أعظم النفع للناس هو نفعهم في تصحيح معتقدهم ودينهم وزيادة الإيمان لديهم وتزكية أخلاقهم وسلوكهم ومحاربة الباطل والشهوات التي تعترضهم مشيراً إلى أنه يكفي الدعاة سموا وفوزا أنهم المفلحون والسعداء في الدنيا والآخرة . وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام // إن الله تعالى بعث رسله ليدلون الناس عليه ويبصروا الخلق بالطريق الموصلة إليه وكلما عفت معالم رسالة سابقة وخفت وهج النبوة في نفوس أتباعها بعث الله رسولا يجدد من معالم الدين ما اندرس ويحيي في الناس ما عفا منها أو يلتبس ، فلما ختم الله النبوة بسيد البشر محمد صلى الله عليه وسلم جعله خير الرسل وأمته خير الأمم ومن كرامة الله تعالى لهذه الأمة أن شرفها لتقوم بوظيفة الرسل في الدعوة إلى الله والدلالة عليه والدعوة إلى الله تكليف دائم لهذه الأمة فواجب على الأمة أن يبلغوا ما أنزل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وينذروا كما أنذر . وأضاف يقول // فالأمر يقضي وجوب الدعوة على كل واحد حسب طاقته وإن كانت فرض كفاية فأي كفاية والأمة اليوم غارقة في كثير من أحوالها في الجهل وضعف الإتباع والانحرافات والبدع مع كثرة المحتاجين للدعوة والتعليم من المقبلين فضلاً عن الأمم الضالة والكافرة إلا وأن مستهل كل دعوة ومبتدأ كل رسالة هي الدعوة إلى توحيد الله العظيم وإفراده بالإلوهية والربوبية وهذا أساس دعوة الرسل جميعا وما تضمنته تفاصيل تلك الرسالات يعود إلى هذا الأصل العظيم . وأردف فضيلته يقول // كفى للمؤمن شرفا أن يدعو إلى ما دعا الله إليه والله يدعو إلى دار السلام وأنه لا توجد وظيفة في الإسلام أشرف قدرا واسمى منزلة وأرحب أفقا وأثقل تبعة وأوثق عهداً وأعظم عند الله أجراً من وظيفة عالم الدين لأنه وارث لمقام النبوة وآخذ بأهم تكاليفها وهي الدعوة إلى الله وتوجيه خلقه إليه وتزكيتهم وتعليمهم // لافتا إلى أن الدعوة إلى الله تثمر لصاحبها الثبات على الهدى والبركة في الأهل والذرية وتدفع المنكرات وتقطعها وتدحض شبه المظلين وتدفعهم ويصلح بها حال المجتمع وتنشر الإسلام وتعزه وترفع شأنه وكفى بها شرفاً أنها سبيل قيام الدين الذي ارتضاه للناس رب العالمين وترويضهم على الحق حتى يفهموه ويقبلوه ثم يعملوا به ويعملوا له. وحث الشيخ ابن طالب الدعاة والمصلحين على القيام بما استحفظوا عليه من نشر الدين والفضيلة ودحر الشر والرذيلة وإيقاف المد الافسادي المعلن الذي يجتاح العالم بأسره مؤكداً أنه ما ضعفت الدعوة في بلد أو غابت إلا نقصت الشريعة واختلت العقيدة واضمحلت العبادات والسنن واختل الأمن ونشط الفكر الضال . ورأى فضيلته أن لحمل الحق أعباءا مرهقة فما صادم أحد شهوات الناس وأهوائهم إلا عادوه وكذلك كان شأن الأنبياء قبلهم فلا بد من الصبر على تثبيط الخاذلين وكيد المعوقين والمخالفين والسعي بالمرحمة للخلق أجمعين. وقال / كان نبينا صلى الله عليه وسلم أحرص الناس على هداية الخلق لما انزل إليه // يا أيها المدثر قم فأنذر // قام صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله وما قعد نشهد أنه بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين بذل روحه وراحته لدعوة الخلق وتعليمهم وهدايتهم كان يستغل جميع المواقف لوعظ الناس وتذكيرهم بالله في كل مكان وحال وزمان / . وبين أن الدعوة إلى الله غير محصورة بوقت ولا مكان فهذا نوح عليه السلام يقول / رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا / ويسلك طرق منوعه / ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم إسراراً /. // يتبع // 16:12 ت م تغريد