×
محافظة المنطقة الشرقية

مران استرجاعي للاعبي الهلال بعد لقاء هجر

صورة الخبر

أحمد عجب الزهراني غالبية الناس في يومنا هذا يملكون جهاز جوال مزود بكاميرا يمكنها التقاط صور بانورامية قد تصل في دقتها إلى 43 ميغابكسل، ومع أنهم يحملونها في كل مكان ويصورن كل شيء ، إلا أن الصور التي يلتقطونها لا تلقى ذلك الصدى، بعكس الصورة التي يلتقطها المصور الفوتوغرافي، والتي غالبا ما تجد الإعجاب أو تخضع للنقد وتباين الآراء الفنية، والسبب أن رؤية المصور المتمرس للأشياء يفترض أن تفوق رؤية الآخرين لها، وأنه كان يجب عليه عند التقاطه للصورة أن يراعي اختيار الوقت المناسب لتظهـر الالوان على طبيعتها، واختيار زاويـة التصويـر حتى يـبرز النـواحي الجماليـة، وتوزيـع الكتل في الصورة لخلق التوازن، وإبـراز الظل والنور لخلق الإحساس بالعمق. حين ظهـر الشيخ أحمد بن قاسم الغامدي الرئيس السابق للهيئة في منطقة مكة المكرمة عبر البرنامج الشهير الذي تقدمه الكاتبة الكبيرة بدرية البشر وبثت مشاهد له (في كواليس الحلقة) وإلى جانبه تجلس حرمه المصون بكامل حجابها الشرعي (ما عدا يديها ووجها) قامت الدنيا ولم تقعد حتى اللحظة لقد استنكر الكثيرون هذا التصرف الذي قام به واعتبروه منافيا لتعاليم الدين، في الوقت الذي يؤكد فيه الشيخ أحمد وهو الذي تتلمذ على أيدي كبار العلماء أنه لا يرى حرجا في كشف وجه المرأة وأن الرسالة التي يريد إيصالها للناس أن يقبلوا بتيسير الله سبحانه وتعالى ولا يشددوا على أنفسهم وأن الكثير من العلماء أجاز للمرأة في غير فتنة الكشف عن كفيـها ووجـهها. مع أنني كغيري أتفهم نظرة الشيخ حول هذه المسألة الخلافية وذلك لثقتي بعلمه وسعة اطلاعه، ومع أنني كغيري أعجبت كثيرا بالجو الذي عاشه الزوجان حينها والسعادة تشع من وجهيهما مجسدة أسمى آيات المودة والمحبة التي يفترض أن تكون عليها كل أسرة خاصة عندما كان يسرد الزوج أحد المواقف الطريفة التي مروا بها فيما كانت الزوجة تنظر إليه والفرحة لا تسعها، ومع أنني كغيري أؤمن في قرارة نفسي بأن المرأة روح لا قطعة نادرة باهظة الثمن إن لم تحجب بالكامل عن أعين الناس فإنها ستختطف بدون أي مقاومة، ومع أنني كغيري لطالما تمنيت من كثرة القضايا والجرائم الأسرية التي نسمع بها أن أرى مشهدا محليا حيا لزوجين يعيشان السعادة دونما تكلف أو رياء، ومع أنني كغيري في أمس الحاجة اليوم لإشاعة منهج الوسطية البعيد عن الغلو والتطرف. مع هذا كله قوبل تصرف الشيخ بموجة من النقد والاستياء ، وهو أشبه بالمصور الفوتوغرافي الذي لم تلق صورته النادرة إعجاب الناس، وربما كان يجب على الشيخ أن يراعي الوقت المناسب للظهـور على الشاشة لتتأكد نيته السليمة دون أن يجد المغرضون فرصة لتأويلها على أنها تخدم مصالح الغير، ربما كان يجب عليه اختيار الزاوية التي يمكنها أن تبرز المقاصد الحسنة لا كما يراها البعض من أنها لغرض الشهرة والظهـور الإعلامي، ربما كان يجب عليه مراعاة توزيـع الاهتمام بالنواحي المعنوية والفكرية بحيث لا يتم التركيز على مسألة ظهـور الوجه مع أول إطلالة، ربما كان يجب عليه أن يراعي إبراز الظل إلى جانب النور ليخفف الحدة قليلا ويخلق الشعور بالعمق بدلا من وضع كافة الناس على اختلاف ثقافاتهم أمام الأمر الواقع وهو خير من يدرك بأن مسألة كشف الوجه (عادة أكثر منها عبادة).