تصاعدت حدة الخلافات بين الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، والقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، وأخذت منحى أصبح يتهدد وحدة الحركة في قطاع غزة، بعدما خرج مئات من أنصار دحلان في القطاع، أمس، ولأول مرة، في مظاهرات ضد أبو مازن ودعوا لإسقاطه من قيادة الحركة. ونظم أنصار دحلان مسيرة كبيرة وسط القطاع ورفعوا صوره وهتفوا «كلنا دحلان»، وهاجموا عباس، واتهموه بتهميش الحركة في القطاع. ووصفت حركة فتح المظاهرات بالمشبوهة التي تهدف إلى تمزيق الصف الفلسطيني. وقال النائب ماجد أبو شمالة، إن ظلم السلطة لأهالي قطاع غزة لم يعد يطاق، متهما السلطة والحكومة بظلم دحلان. ودعا أبو شمالة، المقرب من «دحلان»، إلى إجراء انتخابات جديدة في أراضي السلطة الفلسطينية. وأضاف: «لن نصمت إزاء ما يحصل ضد أبناء دحلان في غزة، فنحن لا نقبل الردع من أحد». وتابع مخاطبا الرئيس عباس: «ارفعوا الظلم عن قطاع غزة، وأعيدوا لكل الموظفين المقطوعة رواتبهم حقوقهم». وشدد على رفض إحالة دحلان إلى لمحاكمة من قبل الرئيس محمود عباس، بتهمة «الفساد والكسب غير المشروع». وقال أبو شمالة: «لن يكون هناك انشقاق داخل حركة فتح، فنحن أصحاب فتح الحقيقيون، وملتزمون بنظامها ولوائحها، وأنصار دحلان جاهزون فورا للذهاب لصندوق الانتخابات، ليكون فيصلا بيننا وبين عباس». من جانبه، قال عبد الحميد المصري، عضو المجلس الثوري لحركة فتح: «نقول لمن يهددوننا بقطع الرواتب، إننا لم ننتم إلى فتح من أجل الراتب». وجاءت المظاهرات على خلفية حرب كلامية متصاعدة بين عباس ودحلان، اتخذ فيها الأول بحق أنصار الأخير قرارات فصل وإبعاد عن الحركة وترقين قيود عسكريين. وفوجئ أهالي غزة أمس بملصقات على الجدران تهاجم عباس وتصفه بالديكتاتور وتتعهد بإسقاطه وتدعو إلى ترقب حدث مهم في الـ15 من يناير (كانون الثاني) بعد عقد أنصار دحلان مؤتمرا حركيا خاصا بهم. وكان الناطق الرسمي باسم الأجهزة الأمنية، في الضفة الغربية، اللواء عدنان الضميري، أعلن أمس، أنه تم طرد كل من «خالف القواعد والانضباط العسكري من عناصر المؤسسة الأمنية في غزة»، حسب ما نقلته عنه وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية. وتعد هذه المظاهرة هي الأولى لأنصار دحلان في قطاع غزة. ولم تتدخل الأجهزة الأمنية في قطاع غزة، لمنع المظاهرة، بل أخلت المكان الذي أقيمت به المظاهرة قرب مقر المجلس التشريعي. وفسر تصرف الأجهزة التابعة لحماس على أنه دعم لدحلان الذي يعد كذلك أحد أبرز خصومها الأمنيين، ضد عباس. وكان قياديون في حماس فتحوا الباب للتنسيق مع دحلان، قائلين إن الحركة لا تمانع التواصل معه لخدمة القضية الفلسطينية. وقال القيادي في حماس خليل الحية أمس، إنه لا يوجد لدى حماس أي مشكلة مع دحلان، وإن من حق الحركة التعامل مع كل مكونات الشعب الفلسطيني. ورفض البزم التعليق على الخلافات الدائرة بين أنصار الرئيس عباس من جهة، وأنصار دحلان من جهة أخرى. وكانت «الداخلية» منعت مهرجانات لحركة فتح في الفترة الأخيرة، أبرزها مهرجان إحياء ذكرى الرئيس الراحل ياسر عرفات الشهر الماضي، وهو ما خلف توترا كبيرا بين فتح وحماس. وعد مسوؤلون في فتح ما يحدث مؤامرة. ودعت حركة فتح جماهير الشعب الفلسطيني في غزة «إلى عدم الالتفات لمثل هذه الدعوات الجهوية، وتأكيد تمسكنا بالوحدة الوطنية وبالشرعية الفلسطينية». وأضافت: «سيأتي اليوم الذي سيحاسب فيه شعبنا هذه الفئة الضالة المأجورة التي تتساوق في هذه اللحظة التاريخية الدقيقة مع الضغوط والتهديدات الإسرائيلية، بهدف نشر الفتنة وحرف البوصلة الوطنية عن العدو الرئيسي المتمثل بدولة الاحتلال».