خرج عدد من القادة الأفارقة عن صمتهم حيال التطورات الدراماتيكية في ليبيا، ورأوا بعد ثلاث سنوات ونيف من إطاحة العقيد معمر القذافي أن التدخل الدولي «لم يؤد سوى إلى قتله» وتحريك «وكر دبابير»، في إشارة إلى انتشار الإرهاب في هذا البلد. أتى ذلك في مداخلات خلال المنتدى الدولي حول السلام والأمن في أفريقيا في العاصمة السنغالية دكار أمس، والذي تخللته مطالبات للحلف الأطلسي باستكمال ما بدأه في 2011 والتدخل عسكرياً ضد الإرهاب في ليبيا الذي «بات يهدد أمن الساحل الأفريقي». (المزيد) وقال الرئيس المالي إبراهيم بوبكر كيتا، إن جنوب ليبيا تحول «وكراً للدبابير وسوقاً هائلة للسلاح الموجَّه إلى بلداننا». واعتبر الرئيس التشادي إدريس ديبي، أن «ليبيا أصبحت ملاذاً للإرهاب ولكل المخربين». ورأى أن «مالي وبوكو حرام هما نتيجة مباشرة للدمار والفوضى في ليبيا». وقوبل كلام ديبي بتصفيق حاد عندما قال: «كان الهدف في ليبيا اغتيال القذافي وليس شيئاً آخر». وأضاف: «الحل ليس بين أيدينا، هو بين أيدي الحلف الأطلسي الذي تسبب بحصول الفوضى، ولا يتعين عليه سوى إعادة النظام. والأمم المتحدة التي وافقت على التدخل (عام 2011) مسؤولة أيضاً». وأضاف: «لا يستطيع أي جيش أفريقي أن يذهب إلى ليبيا للقضاء على الإرهاب. وليس هناك إلا الحلف الأطلسي الذي تتوافر لديه الوسائل... ونحن نستطيع أن نرافقه». وقال الرئيس السنغالي ماكي سال، إن جيوش المنطقة سيئة التجهيز وتحتاج إلى مزيد من الدعم المادي من الغرب، معتبراً أنه «يجب على الذين بدأوا المهمة (التدخل في ليبيا) أن يساعدوننا على إنهائها». وأقرّ وزير الدفاع الفرنسي جان- إيف لودريان المشارك في المنتدى، بالتقصير الدولي، وقال: «نعم، المسألة الليبية مطروحة أمامنا، وتقاسم هذه المهمة يبدو لي أمراً جيداً»، لكن فرنسا ترفض أي خيار عسكري من دون توافر بعض الدعم الدولي. ورأى مصدر حكومي فرنسي على هامش المنتدى، أن «المثير للقلق هو أن إسلاميين بدأوا يوحدون صفوفهم في الشمال الليبي، ولن يتأخروا في التخطيط لشن عمليات معاً».