×
محافظة المنطقة الشرقية

وفاة خمسيني دهساً في الدمام

صورة الخبر

خلال الأيام الماضية، شهدت الساحة الإعلامية السعوديّة، وساحات "تويتر"، على وجه الخصوص، تجاذبات عنيفة، بعد ظهور الشيخ أحمد الغامدي مع زوجته السيدة جواهر في برنامج الكاتبة بدرية البشر. بدا واضحا أن الحجر الذي ألقاه الغامدي في بركة الحوار السعوديّ، غير الآسنة في الأصل، كان ثقيلا إلى الحد الذي جعل "المتوتّرين" و"المتوترين"، و"المتواترين"، يخرجون إلى "السطح"، تاركين "جوهر" قضاياهم، وما يقع عن أيمانهم وشمائلهم من أخطار. لستُ فقيها، وأعرف قدر نفسي، ولذا لن أخوض مع الخائضين في مسألة: "أي الفريقين أقرب إلى الصواب"، وإنما سأنظر إلى الموضوع من زاوية ثقافية خالصة. للحق، الحجر ثقيل جدا بالنسبة إلينا نحن السعوديين، وقد اعتدنا على المسلمات والرأي الأوحد؛ ولذا كانت الدوائر المائية التي شكلها ذلك الحجر أكبر وأكثر وضوحا من أي دوائر شكّلتها أحجار أخرى خلال بضعة أيام مضت. الحجر ثقيل؛ لأنه متعلق بالمرأة التي جعلنا "إنسانيتها" وحقوقها لبّ منازعاتنا، وثقيل لأن مَن ألقاه رجل دين معروف مشتغل بـ"العلم الشرعي"، وليس ممن فُرِض عليهم مصطلح: "الرويبضة"، وثقيل لأن سقوطه صادم بالنسبة إلى مجتمع تتنازعه "القبيلة"، و"المسَلَمة" التي نظن أن الخلاف حولها غير موجود، أو أنّه محسوم، وكأنّ أمر الحسم منوط بنا نحن فقط، لا بأجيالٍ سبقتنا، ولا بعقولٍ ستخلفنا. أمام "القبيلة" و"المسلّمة"، جعلْنا "الاجتهاد" حكرا علينا، ولذا لم يعد "اجتهادا" أو "رأيا" فقهيا في معناه العام، وإنما صار "ثابتا"، فهل يصبح "الراجح" أو "المرجوح" من "الثوابت" بمجرد تبنّي أحدهما؟ أزعم أن السؤال مشروع، وبخاصة أن كل متشبّثٍ برأي فقهي يعده في الثوابت، ويصف مخالفَه بأنه معتد عليها، وهذا يقود إلى سؤال مشروع آخر عن مفهوم الثوابت؟ وهل هي ألصق بالاعتقاد منها إلى الفقه؟ هلامية مفهوم الثوابت، تجعلني أزعم زعما آخر، وهو: أن "الثوابت" صارت "ترسا"، يحتمي به بعض من لا يريدون أن يرى الناس غير رأيهم، وتلك مرحلة متقدمة في "اللجاج"، وهو خلط الأصوات للتعمية، أو ما نسميه اليوم "خلط الأوراق"؛ وهدفه الخروج من دائرة القضية، إلى الدوائر الأبعد؛ لضعف الحجة، أو عدم القدرة على إيجادها. أحترم الذين ردوا على الشيخ الغامدي ردوداً فقهيّة نقية من "القذف" والشتائم والتهم؛ لأن الردود العلمية المجردة دليل على أخلاق العلماء، وآداب الحوار، والتمكن من الاستدلال. ولا أستطيع أن أحترم الذين "تترسوا" خلف "الثوابت"، أو الذين غلبت على ردودهم ألفاظ "القذف"، ومفردات العنف اللفظي؛ ذلك أن غلبة هذا الحقل اللفظي الشتائمي على الخطاب، تعني "الضعف"؛ ومحاولة مستخدمها الاستقواء بتلك الألفاظ، ليبقي على "وهْم قوته"، أو قوة فئته، أمام الرأي العام! قفل: أعيدو النظر في تغريدات المعجبين بحجاب زوجة "إردوغان"، وهم أنفسهم شاتمو الغامدي وزوجته، لعلكم تهتدون إلى خالطي السياسي بالديني.