طوال سنوات مضت ومنظر البيت الأزرق من الخارج جذاب وأنيق، رغم كل ما يحدث داخله إلا أنه دائما ما كان يحافظ على توازنه ورونقه لدرجة أنك قد تسمع طنين (ذبابة) ولا تسمع عن مشاكل ذاك البيت. ومنذ تولي الأمير عبدالرحمن بن مساعد دفة الرئاسة فيه، ونظرا لمكانته لدى الهلاليين فقد استبشر الجميع خيرا. ومع توالي سنوات الرئاسة أصبحت الصورة (مذهلة) بالفعل لكل الهلاليين، فالفريق يتراجع ويبتعد شيئا فشيئا عن تلك الصورة المثالية، التي لطالما زينت (البرواز) الأزرق. كان هدف الأمير واضحا حتى ولو لم يكن معلنا سوى في العام الأخير، الأمير أراد لملمة كل قطع (المزهرية) المتناثرة بالتتويج بالكأس الآسيوية، لعلها تسكّن (سيد جروح) الهلاليين وكل الانكسارات السابقة، وهي المجد الذي سيخلد اسم الرئيس في لوحة الشرف الماسية في التاريخ الأزرق، لذلك سخر الرئيس كل ما يملك لينال تلك الحظوة ويخطب ود المتمردة، فمن (مجلس رجال) إلى آخر اجتماعات.. مشاورات.. تعاقدات.. علّ هذه المستعصية تروض. الهلاليون جميعهم وقفوا مع الأمير حتى ولو على مضض وتحملوا كل قراراته انتظارا لحلم السنوات الطوال وبعد كل هذا الدعم وهذه الوقفات (صدق أو لا تصدق) خسر الهلال حلمه أمام لاعبي سيدني الأسترالي، الذين (قالوا: ترى مالك أمل في قربها)، ويستمر (نحس) البطولة لينزل الخبر على شاعر الهلال ورئيسه كالصاعقة، فلم يجد لنفسه حلا سوى الانزواء في إجازة خارجية بعيدة علّه يتدبر ما يفعل في قادم الأيام، وهو ما أغضب الهلاليين كونه ترك الفريق يصارع أزمة الخسارة وحده دون أن يواجه أحدا. كم كان (جميل.. محبط) ذاك الحلم الأزرق الذي تبخر، والذي تهاوى بعده الصمت الهلالي وبدأت أعمدة الدخان تتطاير من داخل البيت الأزرق معلنة اندلاع حرائق قد يحتاج الهلال لسنوات ليتخلص من آثارها، خصوصا بعد أن أتى الجار على ما بقي من أنقاض، وأشعل فيها النار بانتصاره في الديربي. وتتواتر الأخبار قبل الديربي وبعده أن الهلال (فقير)، ويبحث عن سلفة لتقفز علامات الاستفهام أليس هذا صرح الهلال؟ فعلا (عجب عجاب)، ما الذي دهى الهلال ورجالاته وإدارته؟ من الذي سرب وثائق كل الإدانات الزرقاء؟ وهل بلغ السيل الزبى؟ وتجاوز صبر الهلاليين مداه على إدارة الأمير الشاعر؟ والذي بات ربما صاحب (النظره الخجولة) مما وصل إليه الهلال في عهده!