تطالب الاختصاصية الاجتماعية، منى المخيمر، بالتوسُّع في تنظيم دورات المقبلين على الزواج، وترى أن تعميمها سيؤدي إلى خفض عدد المطلَّقات. وتستدل المخيمر على استنتاجها بالإشارة إلى التجربة الماليزية «ففي ماليزيا تحَوَّل اجتياز دورة ما قبل الزواج إلى شرط مُلزم لا يتم عقد الزواج بدونه، ما أدى إلى خفض معدلات الطلاق بصورة كبيرة». وتؤهل دورات المقبلين على الزواج الطرفين لتحمل المسؤوليات في حياتهما المقبلة، بحسب المخيمر. فـي سـياقٍ متصـل، تنتقـد الاختصاصية الاجتماعية، فتحية صالح، رفض بعض الأسر النظرة الشرعية قبل الزواج، رغم سماح الشريعة للشاب المقبل على الزواج بذلك. وتعتقد صالح أن رفض بعض الأسر النظرة الشرعية مرتبط بارتفاع عدد المطلَّقات، لأن الشاب يكون رَسَم في مخيِّلته صورة لفتاة أكثر جاذبية من تلك التي اختارتها له أمه أو أخته فيضطر إلى التطليق. مطالبات بإلزام المقبلين على الزواج بالدورات التثقيفية رفض «النظرة الشرعية» سبب رئيس لزيادة حالات الطلاق الأحساء غادة البشر أكد مختصون، أن أسباب الطلاق متعددة، أبرزها رفض النظرة الشرعية، نتيجة تمسُّك بعض الأسر بعادات تخالف الشرع أحياناً، فعادةً ما يجعل الشاب في مخيلته صورة مثالية لفتاة أحلامه، قد تكون بعيدة عن الواقع، وحين يرى الفتاة التي انتقتها أمه أو أخته غالباً، ينصدم كونها مختلفة عن خياله، فيقوم بتطليقها. فالنظرة الشرعية هي الفيصل في هذه الحالة، وستحد من حالات الطلاق بعد الرؤية الأولى من العقد. وطالب المختصون، بإلزام المقبلين على الزواج بالدورات التي تعدها مختلف المؤسسات المجتمعية، في مقدمتها مركز التنمية الأسرية، الذي يعد برنامجاً متكاملاً للمقبلين على الزواج، مؤكدين أن البرامج التوعوية والتثقيفية لها أثر كبير في تقليل معدلات الطلاق. مفهوم الزواج وأوضحت الاختصاصية الاجتماعية فتحية صالح أن أسباب الطلاق كثيرة ومتعددة، وهي تتعدد بتعدد الحالات، ومن بين أسباب الطلاق ما يسمى بالأسباب العامة، التي يشترك فيها الزوج والزوجة، ثم تأتي الأسباب الخاصة التي تخص أحد الطرفين فقط، وفي مقدمة الأسباب العامة عدم وضوح مفهوم الزواج عند بعض الشباب، سوء اختيار الزوج أو الزوجة، غياب النظرة الشرعية، ففي بعض الأحيان تحكم العادات والتقاليد تصرفات الأشخاص، لدرجة ربما تخالف الشرع، فالشريعة الإسلامية سمحت برؤية الشاب للفتاة، إلا أن بعض الأسر لا تسمح بذلك إلا بعد عقد القران، بل ويبلغ الأمر أحياناً عدم رؤية الشاب للفتاة إلا ليلة الزفاف، وهو أمر مخالف للشرع. إجبار على الزواج وأشارت إلى أن عدم الرغبة في الزواج هي سبب آخر في انتشار حالات الطلاق، فبعض الشباب إن بلغ سناً معيناً تجبره أسرته على الزواج، وكذلك الفتاة إن تقدم لها شخص تراه الأسرة جيداً فيُضغط عليها في أمر الزواج، لتحدث الخلافات فيما بعد، وتتفكك الأسرة، كذلك هروب الشباب من المسؤولية، ومن الأسباب الأساسية التي تؤدي إلى الطلاق، الشك أو الغيرة الزائدة لدى أحد الزوجين، والجفاء العاطفي وعدم فهم نفسية الطرف الآخر. وأكدت صالح أن الخيانة الزوجية باتت أحد أبرز مسببات الطلاق بعد انتشار الخيانة الإلكترونية، إضافة إلى تعدد الزوجات، فمن الأزواج من لا يعدل بين زوجاته، فتطلب إحداهن الانفصال، كذلك تدخل الأهل في المشكلات الزوجية وإفشاء الأسرار الأسرية يعد من الأسباب الرئيسة للطلاق. ونصحت صالح لتفادي الطلاق، بالتركيز على زيادة الثقافة الأسرية، وتوعية الشباب بجوانب العلاقة بين الزوجين، وزيادة المعرفة بالجانب الاجتماعي والاقتصادي والصحي في الحياة الزوجية، إضافة إلى الجوانب النفسية. تعميم دورات الزواج وتقول الاختصاصية الاجتماعية منى المخيمر إن دورات المقبلين على الزواج من أهم الأمور الأسرية الواجب تعميمها، فالأسرة هي أعظم مؤسسة، مبيِّنةً أن التقدم للزواج لا يختلف عن التقدم لوظيفة بعينها، يلزمه عدة مهارات، ولكن لا أحد يسأل عن مدى تأهيل الزوج والزوجة، ولفتت إلى أن بعض الدول في مقدمتها ماليزيا لجأت إلى فرض دورات المقبلين على الزواج، فلا يمكن أن يتم عقد الزواج إلا بعد أن يجتاز الطرفان هذه الورش، وأن يحصل على رخصة بأنه ناجح وقادر على تحمل هذه المسؤوليات، مؤكدة أن هذا التوجه قلل من معدلات الطلاق بصورة كبيرة. أثر طيب وأشارت إلى أن أثر دورات المقبلين على الزواج في السعودية طيبٌ، وبات واضحاً على من التحقوا بها، وأكدت على أهمية أن تكون دورات المقبلين على الزواج إلزامية، شأنها شأن الفحص الطبي، الذي لا يتم عقد الزواج من دونه، مطالبة الجهات المعنية بأن يقننوا هذه الدورات التي تقي الأسرة من التفكك، وتقي الدولة كثيراً من المشكلات المجتمعية.