استمر الذين تعودوا على السفر أيام الشباب في “ممارسة” السفر للخارج بحجة العمرة، أو المهام الوظيفية. إن لم يقوموا بإنقاذ المدينة التي “ساحوا” فيها أو الطائرة التي حاول أحدهم اختطافها وأنقذوا ركابها، فسيبقى “سرهم في بير” الفاتنات وزوجات “المسفار”. يمكن أن يفتضح أمر العريس في حالات كثيرة أهمها العشق “الفاضح”. أحدهم اتصلت “قرينته” بالوزير وطالبته أن يسمح “لزوجها” بإحضارها للبلاد، لأنها لا تطيق فراقه تلك الأشهر التي يغيب فيها عنها. أخرى طالبت الرئيس بإلغاء نقل زوجها الذي يعمل في دولتها لأنها لا تستطيع العودة معه للسعودية. كثيرون يسافرون للمتعة المحرمة شرعا، وتلكم هي المشكلة الحقيقية. إن من يسافر للخارج ويوقع نفسه فريسة الفساد المستشري، لن يستطيع أن يخرج من أزمة قد تكون نتيجة للعلاقة، سواء رآها جائزة أم لا. المذهل أن عدد حالات الإيدز التي يحملها من يمارسون مثل هذه السلوكيات في ارتفاع. وصل العدد “المعلن” إلى 1777 حالة. أقول المعلن لأنني لا أثق بالكثير من الإحصائيات التي تنشرها أغلب الجهات. فإذا أضفنا ذلك إلى حالات لم تكتشف وحالات اكتشفت ولم يبلغ المصابون عنها، فليس هناك من وسيلة لمعرفة حجم الخطر الذي يمثله هذا المرض. أغلب من يتأثر بهذه الأمراض هن النساء، فالزوجة بحكم احتكاكها المباشر بزوجها مرشحة للإصابة بالمرض، على أن البعض يكن ناقلات ولا يتأثرن بالمرض. لكن أتدرون ما هو أخطر ما في الأمر؟ الأخطر هو أن فترة حضانة فيروس الإيدز قد تصل إلى 15 عاما؛ ما يعني أن الإنسان قد يكون مصابا ولا تظهر عليه أعراض المرض إلا بعد سنوات. هذا جعل الكثير من النساء اللاتي يعتريهن الشك في سلوكيات الأزواج، يطالبن بفحص الإيدز قبل أن توافق الواحدة على استقباله بعد “السفرية” المشكوك فيها. فات السيدات الفاضلات أن الفيروس يكون خامدا، ولا يظهر في الفحوص الطبية والمخبرية قبل ستة أشهر، عندها يكون الضرر قد وقع. هنا أطالب الجميع بالتفكير مليا قبل الدخول في علاقات مشبوهة، سواء في الداخل أو الخارج، حتى إن كانت من قبيل “المسيار” أو “المسفار”؛ لأن الهلاك هو نتيجة اللذة الوقتية الموبوءة.