حتى لا يختلط الأمر على الإخوة المصريين (إقدع السعودية) غير (أقدع أو أجدع المصرية)، فهي نسبة (للقُدُوع) صحن التمر، حيث تُقال اختصاراً للضيف بمعنى (تفضّل تناول التمر، أثناء شرب فنجال القهوة)، والشرح السابق موصول أيضاً للسعوديين من (جيل الهمبورجر) الذين ربما نسي أغلبهم (القدوع وثقافته)! في السعودية يوجد لدينا (نخلة لكل مواطن) تقريباً؟ أكثر من (24 مليون نخلة) تمثّل (إرثاً غذائياً) و(موروثاً) يحمل قيمة تاريخية، ولكنه للأسف (مُغيّب عن مشهد الشباب)، فيندر أن تجد (التمر) من ضمن وجباتهم أو خياراتهم الغذائية؟! في الإمارات يُنتظر أن يكون (التمر) إلزامياً في (المقاصف المدرسية) بدءاً من العام المُقبل، حيث سيُقدّم بسعر رمزي (شبه مجان) لحماية الطلاب، خصوصاً في السنوات المُبكرة من الخيارات الغذائية (غير المُفيدة)، وربط صغار السن بهذا (الموروث)! الجيل السابق عرف (القدوع) وارتبط به، عندما كان يصب (فنجال القهوة) للضيف (واقفاً مُتصلباً مُتجهماً)، تماماً كما يقف (العسكري) في الصفة الرسمية، أما اليوم فلربما أن من علامات إكرام الضيف في التجمعات الشبابية (تركه يصنع قهوته بنفسه)، مع قوالب (اللاتيه، والكابتشينو الجاهزة...)! لم يعرف من سبقنا (هشاشة العظام)، ولم يعانوا من نقص (فيتامين دال)، كانوا يتمتعون بالصحة الجيدة والطاقة اللازمة، رغم شظف العيش، وندرة الطعام، فبعضهم يقضي الأيام والليالي على حبات (التمر) و(قدح اللبن)، حيث عرف العرب (القُدُوع) بأنه (طعام الإفطار)، والذي كان غالباً من (التمر)، لأنهم كانوا (يقدعون) به حدة الجوع، في المُقابل يشتكي الأطباء اليوم من (سوء التغذية) لدى جيل مُنَعّم، مولع (بالوجبات السريعة)، وثقافة (البرجر)، تفشت فيه أمراض (السكري) و(السمنة)! الحل بين يدينا، وأعتقد أننا ببساطة يمكننا أن نبدأ من (المقصف المدرسي) كما سيفعل الإماراتيون! وعلى دروب الخير نلتقي.