شن الطيران الحربي لنظام الرئيس بشار الأسد غارة على مدرسة في الرقة، شمال شرقي البلاد، في اليوم الأول لبدء العام الدراسي، ما أدى إلى مقتل وإصابة عشرات الأشخاص غالبيتهم من الطلاب وانتشار حالة من الهلع والخوف في أوساط المدينة التي خرجت عن سيطرة النظام في آذار (مارس) الماضي. وقال مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان» رامي عبدالرحمن ان الحصيلة الأولى للغارة ارتفعت إلى 12، غالبيتهم من الطلاب دون سن الـ 18، وإن الآخرين موظفون وأساتذة في المدرسة. وأشار إلى أن «العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بعضهم في حالات خطرة»، مندداً بـ «استهداف المدارس والطلاب». وبث ناشطون شريط فيديو على شبكة الإنترنت أظهر الصور الأولى بعد الغارة، وبدت فيها صور مروعة لجثث مع بقع دماء حولها وأخرى متفحمة، وأشلاء. كما أمكن مشاهدة دفاتر تحت جثة تعود على الأرجح لأستاذ. وطالب «الائتلاف الوطني السوري» المعارض بـ «تكثيف الجهود الدولية بهدف منع نظام الأسد من استخدام أي نوع من أنواع الأسلحة التقليدية وغير التقليدية وحتى البدائية في حربه الإجرامية ضد الشعب السوري». في المقابل، قُتل اكثر من 19 من عناصر القوات النظامية وأصيب حوالى ستين بجروح اثر هجوم نفذه مقاتلو كتائب معارضة على مراكز وتجمعات ومستودعات للقوات النظامية في الناصرية في منطقة القلمون، شمال العاصمة. ووصلت إلى مدينة حمص جثامين 14 من عناصر قوات الدفاع الوطني الموالية للنظام قُتلوا في مكمن نصبه لهم مقاتلون معارضون في زملكا قرب دمشق. في موازاة ذلك، قالت مصادر في المعارضة إن اتصالات جرت بين رئيس أركان «الجيش الحر» اللواء سليم إدريس و»لواء التوحيد» عبد القادر صالح للبحث عن حلول بعد إعلان 13 فصيلاً معارضاً رفض «الائتلاف» و»الجيش الحر»، مطالبين بمرجعية إسلامية، في حين أعلن قادة 43 فصيلاً عسكرياً معارضاً توحدهم تحت لواء «جيش الإسلام» بقيادة أمين جبهة «تحرير سورية الإسلامية» وقائد «لواء الإسلام» محمد زهران علوش. وقال احد قادة «جيش الإسلام» في فيديو وزع لحضور قادة الفصائل الـ 43 إن التنظيم الجديد شكل ليكون «نواة خير للأمة ونبراساً تهتدي به الكتائب العسكرية العاملة لتكون قيادتهم واحدة». وحضّ باقي الكتائب للانضمام إلى هذا التشكيل. سياسياً، قال المبعوث الدولي - العربي الأخضر الإبراهيمي في مقابلة مع قناة «العربية» امس ان التحضيرات جارية لعقد مؤتمر «جنيف-2» في منتصف تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل بهدف «تطبيق كامل» لبيان «جنيف-1» الذي نص على تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة، مشيراً الى ضرورة أن تتبع قوات الأمن والجيش لهذه الحكومة لإجراء انتخابات حرة وقتذاك. وزاد أن مصير الأسد عقبة حالية ومستقبلية أمام التسوية السياسية، غير انه قال انه جرى الاتفاق على ضرورة الذهاب إلى مؤتمر جنيف من دون شروط مسبقة. وقال الإبراهيمي إن دولاً عربية مثل السعودية ومصر وقطر ستحضر المؤتمر وإنه «من الأفضل» ان تحضر ايران، لافتاً الى ضرورة حضور المعارضة السورية في وفد واحد. وأعرب عن الأمل بوقف لإطلاق النار في سورية قبل انعقاد «جنيف- 2» وبضرورة إطلاق سراح المعتقلين وخصوصاً النساء والأطفال المسجونين لدى النظام السوري. ورأى الأسد ان الدول الأوروبية «غير قادرة على ان تلعب دوراً» في مؤتمر «جنيف-2». وقال في مقابلة مع تلفزيون «راي 24» الإيطالي، ان معظم البلدان الأوروبية «لا تمتلك العوامل المختلفة التي تمكنها من النجاح ومن أن تكون كفوءة وفعالة في لعب ذلك الدور». وعن التقارب الأميركي - الإيراني، قال: «»إذا كان الأميركيون صادقين، اعتقد ان النتائج ستكون ايجابية في ما يتعلق بمختلف القضايا وليس فقط بالأزمة السورية، بل سينعكس ذلك على كل مشكلة في المنطقة». وأعلن الأسد ان بلاده ستلتزم بالقرار الدولي حول نزع اسلحتها الكيماوية، و»تاريخنا يظهر التزامنا بكل معاهدة نوقعها». وفي هذا المجال، يستعد فريق خبراء دوليين للتوجه إلى سورية للبدء غداً بعملية معقدة لنزع الأسلحة الكيماوية. وينوي الخبراء زيارة «أي موقع» حتى لو يكن مدرجاً على القائمة الرسمية التي قدمتها دمشق إلى المنظمة الدولية. وأكدت مصادر منظمة حظر الأسلحة الكيماوية ان عمليات التفتيش عن الأسلحة الكيماوية تمهيداً لتدميرها ستبدأ الثلثاء «على أبعد تقدير»، مشيرة إلى انها ستسعى الى تمكين خبرائها من الوصول إلى اي موقع مشبوه غير مدرج على القائمة الرسمية للمواقع التي يتم تخزين هذا السلاح فيها والتي قدمتها سورية إلى المنظمة الأسبوع الماضي. وتتعلق هذه العملية بإتلاف اكثر من ألف طن من المواد السامة (غاز السارين أو غاز الخردل) المخزنة في 45 موقعاً في البلاد. وفي دمشق، غادر محققو الأمم المتحدة في مسالة استخدام أسلحة كيماوية في سورية فندقهم في دمشق صباح امس في مهمة جديدة، وفق ما ذكر مصور في وكالة «فرانس برس». وكانوا اعلنوا قبل يومين انهم حددوا سبعة مواقع في مناطق مختلفة «تقرر أن ثمة ما يبرر التحقيق» فيها. ويتوقع أن ينهي فريق الخبراء عمله في البلاد اليوم.