×
محافظة المنطقة الشرقية

مستشفى الملك عبدالعزيز بمكة ينظّم برنامج لأساليب الإدارة

صورة الخبر

عَجَلَة الكِتَابة حسن محمد شعيب طفَحَ على الساحة بعضُ المغترّين بالهُرَاء مما أمطرتْهُ قرائِحُهم المُتَقرّحة في لحظاتٍ من الإلهام أو الهَلْوَسَة ، في خَطَراتٍ سَطْحيّةٍ لا تتجاوز القُشُور ممّا زيّنَهُ لهم مُعْجَبُوهم الحقيقيُّون والوهميّون في ساحاتِ الواقع ووسائط اللاواقع إلكترونياً بمزيدِ الإعجابِ وكثيرِ المُتابعةِ الزّائفة ؛ فتضخّمتْ أنَاهُم وقد تلبّستْ بوَهْمِ الكِتَابَةِ الحَالِمَة ، وتَمَادَوْا في غَيّهِم ، وتطاوَلَتْ أقلامُهم المُتقزّمة ؛ لتنالَ مُباركةَ الكبار من أهلِ القلَم وأرْبابه الذينَ ترَفّعَ معظمُهم عن إيقافِهم على حقيقةِ حَالِهم البائسة ؛ فظنّوا سكوتَهم قَبُولاً ؛ فانطلقوا هائِمينَ على صفحاتِهم الإلكترونيّة حتى لم يردَعْهُم وازعٌ من عقْلٍ أو أدب ؛ ليجترِئوا على الوَرَق الذي لا أدري كيف احتمل كلماتِهم الساذجة ؟! وكيف استطاعتْ تلك الأغلفةُ البرّاقةُ - بكل ما أوتيَتْ من إمكانات الخط والتشكيل واللون - أن تهْضِمَ بين دَفّاتها تلك الغَبَرات الغير سائغة ؟! لتكتملَ المَلْهَاةُ في مَسْرح الثقافة وعلى أرْضِهَا بمعارض الكِتابِ ؛ يَعْتَلُونَ مَنَصّاتِ التّوْقِيعِ على صفحاتِ الوَهْمِ يتّبِعُهُم الغاوُونَ منْ كلّ فَجّ ! يحكي الرّوائي العالمي جابرييل جارسيا ماركيز موقفاً له - في مقالةٍ بعنوان كيف تكتب رواية ؟ يقول : جاء إلى بيتي في مدينة مكسيكو شابٌ في الثالثة والعشرين من العمر ، كان قد نشر روايته الأولى قبل ستة شهور ، وكان يشعر بالنصر في تلك الليلة ؛ لأنه سلّم لتوّه مخطوط روايته الثانية إلى ناشر .. أبديتُ له حيرتي ؛ لتسرّعهِ وهو لا يزالُ في بداية الطريق ، فردّ عليّ باستهتار : أنتَ عليكَ أن تفكّر كثيراً قبل أن تكتب ؛ لأن العالم بأسره ينتظرُ ما ستكتبهُ ، أما أنا فأستطيعُ أن أكتب بسرعة ؛ لأن قلةً من الناس يقرءونني .. عندئذٍ فهمتُ ؛ فذلك الشاب قرّر سلفاً أن يكونَ كاتباً رديئاً - كما كان في الوقع – إلى أن حصل على وظيفة جيدة في مؤسسة لبيع السيارات المستعملة ، ولم يعد بعدها إلى إضاعة وقته في الكتابة. * آخر خَطْرَة : يقول الروائي الأمريكي إرنست همنجواي : إن الكتابة قد تبدو سهلة ، غير أنها في الواقع أشقُّ الأعمال في العالم . Shuaib2002@gmail.com