تقف مندهشا، وتجلس حائرا ، فيتلخبط لديك الفهم، وتشعر أنك امام مسائل معقدة ووضع غريب واتحاد لايعرف كيف يعالج مشاكله ويتخلص من ازماته، ويبعد نفسه عن التأويلات والاتهامات والشكوك، لاتعلم هل المسؤول راض عما يحدث أم أنه أشبه بالمُسير وليس المُخير وصاحب القرار؟ ما يحدث لم يعد يحتمل، الأنفس شينة والاعصاب متوترة، والعلاقات تتبدل حسب المصالح والتسهيلات والقرارات، المسؤول في الاتحاد السعودي لكرة القدم ولجانه تشعر أنه بلا قرار ولا إرادة وقدرة على معالجة أزمات الحاضر ورؤية المستقبل، أسهل المشكلات حلولا والتي من الممكن أن تنتهي باجتماع قصير وقرار لجنة تصبح ككرة الثلج تكبر ثم تتعقد وتنفجر فتصبح أزمة مستعصية حتى صارت الاندية هي صاحبة القرار وليس الاتحاد. جميع الرياضيين كانوا يؤملون أن يكون الاتحاد الجهة التي تحمل في تنوع تحركاتها ومضامين عملها وقراراتها مفاتيح الحل، والنهوض بالواقع الكروي المتراجع والتصدي للتناحرات والخلافات والخروج عن النص وإذ بهذا الاتحاد كالغريق يحتاج إلى من ينقذه من مشاكله الداخلية واصلاح احواله وترتيب اوراقه، لم تعد الأزمة بين الأندية والاتحاد ولجانه انما أصبحت بين المنتسبين للاتحاد نفسه، الحلول التي كان ينتظرها الجميع بسبب غياب العدل والقانون وتسوية القضايا لم يعد لها وجود في ظل "تكهرب" الأجواء داخل اروقته وتوتر العلاقة بين الاعضاء وتبادل الاتهامات والمناداة بابعاد هذا وتقريب ذاك، وحل لجنة ودعم الأخرى، كل هذا يحدث وسط دهشة لم تحدث من قبل، فهذا عضو يتهم الرئيس وذاك آخر يقدم استقالته، وثالث يهدد بكشف الأوراق، ورابع ينادي بتدخل الرئيس العام لرعاية الشباب واللجنة الاولمبية، وخامس لاتفكير له الا كيف يسافر ويرأس البعثات وتكون صورته موجوده عبر الاعلام، هؤلاء كنا نتظر منهم أن يكونوا جزءا من الحل، واذا بهم يصرخون على طريقة (انقذونا). اقالة المدرب الاسباني لوبيز احتاجت إلى اجتماعات ومشاورات وشد وجذب وتصريحات متناقضة، بعض الاعضاء يؤكدون أن ايامه مع "الأخضر" معدودة والرئيس والمشرف العام يؤكدان استمراره حتى نهائيات آسيا 2015، هذا ليس عملا احترافيا ولا إشراكا للمجموعة في اتخاذ القرار على طريقة (حسب التصويت)، ولكنه عمل فوضوي وعمل المدرب يجب أن يخضع للتقييم الصحيح ومن اناس لهم باع طويل في مثل هذه الأمور، ليس من المعقول أن الذي يُقّيم عمل المدرب ويضع الدوائر الحمراء والخضراء شخص الاتحاد نفسه غير مقتنع بتوليه مهمة تدريب المنتخب فكيف أن يقيم عمل مدرب تم التعاقد مع بملايين الريالات، هذا اشبه بالعبث وايكال المهمة لغير أهلها!. هل من المعقول أن تأتي بمدرب ابطال العالم او أي مدرب معروف على مستوى الكرة الأرضية لتضعه تحت اختبار شخص أنت في الأساس لاتوليه مهمة تدريب أحد الأندية لديك، هذا يذكرنا باقالة مدرب المنتخب السعودي للشباب قبل اعوام عدة يومها اعترف واعتذر أحد اعضاء الفريق الذي اوكلت له مهمة تقييم عمله أن الفريق لم يؤد المهمة كما يجب وأنه كتب تقريره من أجل اقالة المدرب فقط. بهذا الوضع المتأزم والمشاكل المعقدة وغياب الحل، ليس عيبا أن يحفظ الاتحاد السعودي ماء الوجه بالاستقالة خشية أن تتفاقم الازمات وتتحول كرة القدم السعودية الى تصدير للمشكلات بدلا من إشغال الشباب لأوقاتهم بالمتابعة والمتعة وانتقال الواقع الرياضي من التدهور الى التطوير وعودة المنتخبات والأندية الى منصات التتويج الدولية. ------------------------------ * نقلا عن (الرياض) 14/12/2014