وكالات ( صدى ) : أكد رئيس منظمة أمن المعلومات في مصر، الدكتور محمد الجندي، أن إصابة الإنسان بفيروسات الكمبيوتر من الناحية العلمية صحيح، وقد تم بالفعل، وبدأ العلماء في وضع خطط للتصدي لهذا الخطر المقبل. وقال فيروسات الكمبيوتر التي تصاب بها أجهزة المستخدمين يوميا تؤدي إلى أعطال كثيرة في البرمجيات، والأجهزة، وقد تتسبب في ضياع أعمال المستخدم على الكمبيوتر، وأيضا التجسس عليه، وسرقة معلوماته، وحتى حساباته البنكية، وأمواله، إذا كان يستخدم الكمبيوتر والإنترنت في المعاملات المالية. وأضاف أن الإحصاءات تؤكد أن الشرق الأوسط من أكثر المناطق إصابة بهذه الفيروسات وبرمجيات التجسس، لأسباب منها عدم وجود توعية كافية للمستخدمين بإخطار الإنترنت، والاستخدام السليم له، إضافة إلى انتشار استخدام البرامج المقرصنة التي قد تكون بها فيروسات أو برامج خبيثة. وأوضح الجندي أن الفيروسات في النهاية هي برمجيات كتبت بلغات وأكواد يفهمها الكمبيوتر، مثلها مثل الأكواد التي كتبت بها ألعاب الكمبيوتر والبرامج الأخرى، لكنها تتميز بأنها ليست مرئية كالبرمجيات المعتادة كحزمة الأوفيس مثلا. كما تتميز هذه البرمجيات أيضا بقدراتها التدميرية، حيث يضم الكود الخاص بها أوامر تخريبية تتسبب في أعطال الأجهزة، وأيضا التجسس على المستخدمين. وعن كيفية انتقال هذه البرمجيات الخبيثة، أو الفيروسات إلى جسم الإنسان، قال منذ منتصف القرن الماضي بدأت ظاهرة تركيب أو زرع أجهزة مساعدة في جسم الإنسان كمنظم ضربات القلب، ومضخات الأنسولين وغيرها، وهذه الأجهزة تستخدم لعلاج مشاكل في جسم الإنسان أو منع حدوث مضاعفات معينة، ولكن في السنوات العشر الأخيرة تطورت هذه الأجهزة، حيث أصبحت أجهزة كمبيوتر دقيقة، وهنا تكمن المشكلة، إذ قد تؤدي إلى مقتل الشخص الذي تصل إليه. وأشار إلى أن هذه الأجهزة تطورت ليتمكن الأطباء وحتى المرضى من قراءة البيانات التي تجمعها مثل منظم ضربات القلب عن طريق توصيلها بأجهزة كمبيوتر، أو حتى هاتف محمول عن طريق تطبيقات خاصة، بل إن الأمر تطور لدرجة أن هذه الأجهزة الدقيقة يمكن إعادة برمجتها وتغيير إعداداتها، على سبيل المثال يمكن توصيل كمبيوتر معين بهذا الجهاز لاسلكيا، كما تتصل أجهزة الكمبيوتر بالشبكة اللاسلكية في منزلك، ومن ثم يستطيع الكمبيوتر إعادة ضبط إعدادات الجهاز وتغيير قيم معينة به. وتابع الدكتور الجندي، قائلا لنفرض أن جهاز تنظيم ضربات القلب يقوم بالتحقق من معدل النبض وعندما يجد أن القلب هبط معدل ضرباته عن المعدل الطبيعي يقوم الجهاز أوتوماتيكيا بإرسال نبضات كهربائية بسيطة للقلب لإعادة تنظيم الضربات. الخطورة تكمن في أن توصيل هذه الأجهزة بالكمبيوتر والشبكات اللاسلكية قد يتسبب في انتقال فيروسات الكمبيوتر إلى هذه الأجهزة مما سيؤثر على وظيفتها، وقد تختل، وبالتالي ستؤثر على حياة المريض. وأضاف أنه يوجد بحث علمي منشور عام 2008 لمجموعة من الباحثين من جامعة ماساتشوتيس وجامعة واشنطن شرحوا فيه كيفية اختراق هذه الأجهزة الدقيقة بالتفصيل. ولم يقف الأمر عند أجهزة تنظيم ضربات القلب، لكن الأمور وصلت إلى أنه يمكن اختراق أي جهاز إلكتروني مزروع في جسم الإنسان، كما يمكن إصابته بالفيروسات، وكذلك قام أحد الباحثين في بريطانيا عام 2010 بزرع شريحة إلكترونية دقيقة تحت جلده تمكنه من فتح الكمبيوتر الخاص به دون الحاجة إلى إدخال كلمة سر، ثم قام بنقل فيروس من الكمبيوتر إلى هذه الشريحة الدقيقة لاسلكيا ليثبت فكرة إمكانية انتقال هذه الفيروسات فعليا إلى جسم أي إنسان يستخدم هذه الأجهزة في المستقبل. وأكد الدكتور الجندي أن هذه الحالات في إطار ضيق إلى الآن، ولكن علميا هناك فرصة كبيرة لانتقال فيروسات الكمبيوتر إلى الأجهزة الرقمية والدقيقة التي قد تكون مزروعة في جسمك. إلا أن المستقبل ينذر بانتشار هذه الأخطار، نظرا لأن القرن الحادي والعشرين يشهد ثورة كبيرة في مجال الأجهزة الدقيقة التي ستزرع في جسم الإنسان في المجالات الطبية وحتى القطاعات الأخرى.