وجد الاتحاد السعودي لكرة القدم ضالته في المدرب الذي يبحث عنه لصنع منتخب قوي يعيد هيبة الكرة السعودية، ويكون قادرا على تطوير أدائه، كل هذه المواصفات تنطبق على البوسني وحيد خليلوفيتش (62 عاما)، حيث أشرف على تدريب المنتخب الجزائري في 31 مباراة منذ توليه الدفة الفنية في 2011، حيث كون منتخبا رائعا للجزائر، أثمر عن تواجده في بطولة العالم الأخيرة بالبرازيل، حيث فاز خلال مشواره مع محاربي الصحراء في 20 مباراة وتعادل في 5 وخسر 6 مواجهات فقط. لم يعش البوسني وحيد خليلو فيتش حياة عادية تشبه لاعبي الكرة، فاختلطت أيامه بالحروب الفنية والعسكرية. اعتزل وحيد كرة القدم بعد وفاة والدته، وخلال الحرب اليوغوسلافية عاد إلى موستار للدفاع عن بيته، وبقي هناك حتى بعد إصابته قبل أن يجبر على الرحيل عام 1993 بسبب تهديد الوطنيين الكروات حياته وتدمير منزله. «لقد نجحت أينما حللت»، هكذا يعرف وحيد عن نفسه، فمع باريس سان جرمان أحرز كأس فرنسا 2004، مع الرجاء البيضاوي دوري أبطال افريقيا 1997، قاد ليل إلى الدرجة الأولى في فرنسا ثم دوري أبطال أوروبا، أنقذ رين من الهبوط، كما أحرز لقب الدوري الكرواتي مع دينامو زغرب. المدرب العنيد والغضوب والذكي في آن واحد، يملك صورة واضحة عن كيفية إدارة أنديته وفرقه، وهكذا صنع مع المنتخب الجزائري، ولم يتوان عن إجراء تغييرات جذرية بعد الخسارة الأولى مع بلجيكا ساهمت بتحقيق 4 نقاط وقيادة الجزائر لأول مرة في تاريخها إلى الدور الثاني. وقبل أربعة أعوام اعتقد أنه سيكون من المدربين المتوجين في أول نهائيات على الأراضي الأفريقية وبقيادة منتخب من القارة السمراء، وذلك بعدما نجح في حمل كوت ديفوار إلى نهائيات جنوب أفريقيا 2010. لكن هداف الدوري الفرنسي في 1983 و1985 اصطدم باختبار كأس الأمم الأفريقية قبل خمسة أشهر من مونديال البرازيل، وكان منتخب ساحل العاج الذي يعج بالنجوم مرشحا لرفع الكأس القارية في أنجولا، لكنه خسر من المنتخب الجزائري في الدور ربع النهائي. وكان «الفيلة» في طريقهم إلى دور الأربعة بعدما تقدموا 2-1 حتى الدقائق الأخيرة قبل أن تهتز شباكهم بهدف التعادل الذي جر الفريقين إلى التمديد وكانت الغلبة فيه لمنتخب «ثعالب الصحراء» ليدفع ثمن غضب الجمهور المحلي ويقال من منصبه. «لكل درس في الحياة ثمن وأنا دفعت ما علي»، هذا كان جواب المدرب البوسني على سؤال حول ما شعر به بعد أن حرم من المشاركة في كأس العالم للمرة الأولى. بعد أن ترك كوت ديفوار انتقل خليلو فيتش الذي حمل الجنسية الفرنسية، إلى كرواتيا للإشراف على دينامو زغرب قبل يبدأ مغامرته الجزائرية قبل ثلاثة أعوام. المدرب البوسني الذي ولد في مدينة يابلانيتشا البوسنية في الخامس من أكتوبر 1952 وبدأ مسيرته كناشىء عام 1971 مع فريق فيليز موستار ومنه أعير لنادي نيريتفا ميتكوفيتش ثم خاض تجربة مميزة مع نانت الفرنسي بين 1981 و1986، وأثبت معه قدراته كهداف كبير قبل أن ينهي مسيرته في المستطيل الأخضر مع باريس سان جرمان عام 1987، اعتقد أن الفرصة متاحة أمامه لكي يحقق إنجازه الأول مع الجزائريين في كأس الأمم الأفريقية عام 2013 في جنوب أفريقيا لكنه مني ورجاله بالخيبة بعد خروجهم من الدور الأول. لكن الاتحاد الجزائري واصل مساندته للمدرب البوسني رغم الخيبة القارية والضغوط الإعلامية والجماهيرية، فكان مصيبا في قراره إذ تمكن من قيادة المنتخب إلى نهائيات البرازيل 2014 بعد أن فاز في خمس مباريات من أصل ست، وتصدر مجموعة صعبة ضمت مالي وبنين ورواندا قبل أن يصطدم في الدور النهائي مع بوركينا فاسو التي فاجأت الجميع في 2013 بوصولها إلى نهائي كأس الأمم الأفريقية، فخسر ذهابا خارج ملعبه 2-3 ثم فاز إيابا 1-0 ليتأهل بفارق الأهداف المسجلة خارج أرضه. بدأ مشواره التدريبي عام 1990 مع فريق منطقته فيليز موستار المحلي ثم خاض تجربته الخارجية الأولى مع بوفيه الفرنسي خلال موسم 1993-1994 قبل الانتقال إلى أفريقيا مع الرجاء البيضاوي المغربي. وفي 1998 عاد مجددا إلى فرنسا، حيث بقي حتى 2005 بعد أن أشرف على ليل ورين وباريس سان جرمان الذي توج معه بالكأس المحلية، قبل أن ينتقل إلى الدوري التركي لموسم واحد 2005-2006 من أجل الإشراف على طرابزون سبور ثم كانت تجربته العربية الثانية مع اتحاد جدة السعودي عام 2006. ثم خاض المدرب البوسني تجربته الأولى على صعيد المنتخبات بتعاقده مع الاتحاد الإيفواري عام 2008 ثم عاد إلى أوروبا في 2010 لتدريب دينامو زغرب لموسم واحد قبل أن يحل في الجزائر كخلف لعبدالحق بن شيخة في حزيران 2011، وبرحيله عن منتخب الجزائر، عقب نهاية كأس العالم، انتقل إلى تدريب فريق طرابزون التركي، قبل أن تتم إقالته لسوء نتائجه مع الفريق.