يستعد فريق خبراء دوليين للتوجه الى سورية اليوم لبدء عملية معقدة لنزع الاسلحة الكيميائية بعد تجديد دمشق تعهدها بتنفيذ التزاماتها الدولية في هذا الشأن. واكتفت السلطات السورية بعد صدور قرار مجلس الامن الدولي القاضي بالزامها بتدمير ترسانتها الكيميائية بالتعليق بانها التزمت الانضمام الى المعاهدة الدولية لحظر الاسلحة الكيميائية "بصرف النظر" عن هذا القرار، في حين جددت على لسان وزير خارجيتها وليد المعلم استعدادها للمشاركة في مؤتمر جنيف-2 الهادف الى ايجاد حل سياسي للازمة السورية، لكن ليس للبحث في مصير الرئيس بشار الاسد. وبعد مفاوضات شاقة، تمكن اعضاء مجلس الامن من اصدار قرار هو الاول حول سورية منذ بدء النزاع قبل ثلاثين شهرا، يلزم نظام الرئيس بشار الاسد بازالة اسلحته الكيميائية في اقل من سنة. وفي حال لم يتم ذلك، ينص القرار على امكان فرض عقوبات من مجلس الامن تحت الفصل السابع، انما يفترض صدور قرار ثان لذلك، ما يترك امام موسكو، حليفة دمشق، امكانية التعطيل. بينما كانت المعارضة تطالب بتضمين القرار تدابير عقابية تلقائية، وبتنفيذ التهديدات الغربية بضربة عسكرية ضد النظام ل"محاسبته" على استخدام السلاح الكيميائي ضد شعبه كما تقول. واكدت مصادر منظمة حظر الاسلحة الكيميائية ان عمليات التفتيش عن الاسلحة الكيميائية السورية تمهيدا لتدميرها ستبدأ غداً الثلاثاء "على ابعد تقدير"، مشيرة الى انها ستسعى الى تمكين خبرائها من الوصول الى اي موقع مشبوه غير مدرج على القائمة الرسمية للمواقع التي يتم تخزين هذا السلاح فيها والتي قدمتها سورية الى المنظمة الاسبوع الماضي. وتتعلق هذه العملية باتلاف اكثر من الف طن من المواد السامة (غاز السارين او غاز الخردل) المخزنة في 45 موقعا في البلاد. في هذه الأثناء، غادر محققو الامم المتحدة في مسألة استخدام اسلحة كيميائية في سورية فندقهم في دمشق صباح أمس في مهمة جديدة. واستقل الخبراء المفوضون التحقيق في استخدام محتمل للسلاح الكيميائي، اربع سيارات تابعة للامم المتحدة. وكانوا اعلنوا قبل يومين انهم حددوا سبعة مواقع في مناطق مختلفة "تقرر أن ثمة ما يبرر التحقيق" فيها. وشهدت هذه المواقع حوادث "استخدام مزعوم" للسلاح الكيميائي، وهي: خان العسل (ريف حلب، شمال) في 19 آذار/مارس 2013، والشيخ مقصود (حي في مدينة حلب) في 13 نيسان/أبريل 2013، وسراقب (ريف ادلب، شمال غرب) في 29 نيسان/أبريل 2013، والغوطة (ريف دمشق) في 21 آب/أغسطس 2013، والبحارية (ريف دمشق) في 22 آب/أغسطس 2013، وجوبر (حي في شمال شرق دمشق) في 24 آب/أغسطس 2013، وأشرفية صحنايا (ريف دمشق) في 25 آب/أغسطس 2013. واوضح مسؤولون في الامم المتحدة في نيويورك رافضين الكشف عن اسمائهم ان الشكاوى في شأن الهجمات الثلاثة الاخيرة (البحارية، جوبر، صحنايا) تقدم بها النظام في وقت كان الجدل قائما بحدة حول هجوم الغوطة في 21 آب/ اغسطس. وتبادلت المعارضة السورية والنظام في آذار/ مارس الاتهامات باستخدام سلاح كيميائي في خان العسل. واعلنت البعثة التي وصلت الى سورية الاربعاء انها "تلقت في سياق أداء مهمتها، عددا من الوثائق والعينات وأجرت مقابلات عديدة". ويتوقع أن ينهي فريق الخبراء عمله في البلاد اليوم الاثنين.