أكد مكتب الادعاء الفيدرالي في بلجيكا، إلقاء السلطات الفرنسية القبض على شخص، الأسبوع الماضي، تشتبه سلطات التحقيق البلجيكية في علاقته بحادث الاعتداء على المتحف اليهودي ببروكسل في مايو (أيار) الماضي، وتسبب في وفاة 4 أشخاص. وأصدر مكتب الادعاء البلجيكي طلبا أوروبيا، باعتقال هذا الشاب وهو «فرنسي بالغ من العمر 27 عاما»، للاشتباه في قيامه بدور مساعد للفرنسي الآخر مهدي نيموشي الموجود حاليا في أحد السجون البلجيكية، وتسلمته بروكسل في وقت سابق من السلطات الفرنسية. وقالت وكالة الأنباء البلجيكية، إن الشخص المطلوب في بلجيكا اعتقلته السلطات الفرنسية الثلاثاء الماضي، وصدر قرار الجمعة بإيداعه السجن في انتظار البت في طلب أوروبي لاعتقاله تقدمت به بروكسل. وكانت السلطات الفرنسية أعلنت الأسبوع الماضي عن إلقاء القبض على 5 أشخاص، بينهم سيدتان، في إطار تحقيقات بشأن علاقتهم بمهدي نيموشي أثناء فترة وجوده في الحبس، وعقب إجراء التحقيق، تقرر إطلاق سراح 4 والتحفظ على الشخص الخامس. وبحسب الإعلام البلجيكي، يبدو أن الأخير مشتبه في تورطه بلعب دور مساعد في تنفيذ عمل إجرامي ذي صبغة إرهابية، وهذا يعني أن نيموشي ليس بمفرده مشتبها به في تنفيذ الحادث، وربما يكون نيموشي جزءا من خلية إرهابية، ورفض مكتب الادعاء البلجيكي التعليق على سؤال حول ما إذا كان هناك أشخاص آخرون يتم ملاحقتهم حاليا في هذا الصدد. وكانت السلطات الفرنسية اعتقلت نيموشي في مرسيليا في 30 مايو الماضي، وفي 29 يوليو (تموز) الماضي تسلمته السلطات البلجيكية للتحقيق معه ومحاكمته، وفي سبتمبر (أيلول) صدر قرار بتجديد حبسه لمدة 3 أشهر، وقبل أسبوع قررت السلطات البلجيكية تمديد الحبس 3 شهور جديدة. وفي مطلع الشهر الحالي، أفادت تصريحات لمسؤولين حكوميين بأن هناك تحقيقات تجري حاليا بشأن الأماكن التي تنقل فيها نيموشي قبل تنفيذ الحادث في بروكسل. وفي أواخر يوليو الماضي، جرى الكشف في بروكسل عن قيام رجال التحقيق في قضايا الإرهاب باستجواب 5 أشخاص، هم صاحب عقار في حي مولنبيك ببروكسل وزوجته و3 من الجيران، وكان المهدي قد استأجر غرفة في العقار لمدة شهر ونصف الشهر قبل وقوع الحادث. وقالت وسائل إعلام بلجيكية في بروكسل إن الأشخاص الـ5 ذكروا في أقوالهم أنهم لم يتحدثوا مع المهدي، واقتصر الأمر فقط على تحية الصباح والمساء، كما أشار الإعلام البلجيكي إلى أن المهدي الذي كان في سوريا جاء إلى بلجيكا، وظل يبحث عن عمل لفترة من الوقت وسبق له العمل كهربائيا في «روباي»، البلدة التي كان يعيش فيها في فرنسا، وعانى من عدم وجود فرص للعمل. كما أظهرت التحقيقات أن المهدي اختفى قبل أيام قليلة من الحادث، وأنه في الغالب قام بالتخطيط بمفرده لتنفيذ الحادث بعد أن اشترى من بروكسل السلاح والكاميرا التي عثر عليها بحوزته أثناء القبض عليه في إحدى الحافلات المقبلة من هولندا عبر بروكسل إلى فرنسا. ومسألة تسفير الشبان صغار السن إلى مناطق الصراعات، خاصة في سوريا والعراق للمشاركة في العمليات القتالية، تثير منذ فترة قلقا في الأوساط السياسية والأمنية والاجتماعية، بعدما أعلنت السلطات أن هناك 350 شخصا سافروا بالفعل، وأحبطت محاولات أعداد أخرى بسبب التأثر بالفكر الراديكالي وخاصة عبر الإنترنت. وفي سبتمبر (أيلول) الماضي جرى الإعلان في بروكسل عن أن السلطات البلجيكية نجحت في إحباط خطط لتنفيذ عدة هجمات خلال الأشهر القليلة الأخيرة، كان من المفترض أن يقوم بها عدد من المقاتلين الذين شاركوا في الصراع الحالي في سوريا أو من المتعاطفين مع «داعش». وذكرت وسائل الإعلام في بروكسل أن السلطات القضائية والأمنية، تعمدت إخفاء هذه المعلومات عن المواطنين لتفادي وجود حالة من القلق. وأشارت صحيفة «تايد» اليومية على موقعها الإلكتروني إلى أن الهجمات التي خُطط لها، كانت ستكون على غرار حادث الاعتداء على المتحف اليهودي ببروكسل، وحسبما ذكرت صحيفة «ستاندرد» اليومية البلجيكية على موقعها الإلكتروني، رفضت مصادر عدة، ولأسباب أمنية، إعطاء تفاصيل حول الأماكن التي كانت تستهدفها تلك الخطط، وأيضا من أجل تفادي إفساد التحقيقات الجارية حاليا في هذا الصدد، ولكن المصادر نفسها أشارت إلى أن هناك حالة واحدة علمت سلطات التحقيق بتفاصيل الخطة وتحركت على الفور لإفشالها. وقال الإعلام البلجيكي إنها المرة الأولى التي يصبح فيها معروفا أن البلجيكيين الذين شاركوا من قبل في عمليات قتالية في سوريا أو من المؤيدين لتنظيم داعش لديهم خطط محددة لهجمات في بلجيكا.