لَيسَت هَذه المَرَّة الأُولَى؛ التي أكتُب فِيهَا عَن الغيرَة، وقَد أَخَذَ المَوضوع اهتمَامًا وَاسِعًا، حَيثُ طَلَب البَعض منِّي أنْ أَمدّ بسَاط الكَلَام، طَالَما أنَّ البسَاط أَحْمَدي عَرفجي..! قَال "الأصمَعي": (كَان "عقيلة بن علقمة" غَيورًا، وكَان الخُلَفَاء يُصَاهرونه، وكَانَت لَه ابنَة يُقال لَهَا "الحربَاء"، إذَا خَرَج إلَى الشَّام خَرَج بِهَا لفَرْط غيرَته)..!. ومِن صور الغيرَة التي ذَكرها "ابن الجوزي"؛ في كِتَابه "أخبَار النِّساء"، خَبَر "إسحاق الموصلي" حِين قَال: (رَأيتُ رَجُلًا بطَريق مَكّة، تُعَادله في المَحمل جَارية؛ قَد شَدّ عَينيها، والغطَاء مَكشوف، ووَجْههًا بَادٍ، فقُلت لَه في ذَلك، فقَال: إنَّما أخَاف عَليها مِن عَينيها، لَا مِن عيون النَّاس)..!. كَما أَورَد "ابن الجوزي" خَبر "سعيد بن سليمان"، حِين قَال: (لأن يَرَى حُرمتي أَلف رَجُل عَلى حَالٍ يُكشف مِنها؛ ولَا تَرَاهُم، أَحَبَّ إلَيَّ مِن أنْ تَرَى حُرمتي رَجُلًا وَاحِدًا غَير مُنكشفِ)..!. ومِن الآرَاء في الغيرَة قَول بَعض العُلَمَاء: (لَيس المصيبَة في مُعَاتبة الرَّجُل المَرأة، إنَّما المصيبَة في مُعاتَبَتِهَا إيَّاه، فإنَّها إنْ نَظَرَت إليهِ، ووَقَع بقَلبها مَوقع حُبّ، لَم يَلبث أنْ تَصير في يَده، وتَبْعَث الرسَائل والأشعَار والتُّحف)..!. حَسنًا.. مَاذا بَقي؟! بَقي القَول: ذَكر "ابن الجوزي" في "بَاب الغيرَة"، أنَّ الصَّحابي الأعمَى الجَليل "عبدالله بن أم مكتوم"؛ استَأذن الدّخول عَلى الرَّسول -صَلّى الله عَليه وبَارك-، وعِنده امرَأتَان مِن نِسَائه، فقَال لَهما: (قُومَا وادخُلَا البَيت. فقَالَتَا: يَا رَسول الله هو أعمَى! فقَال: أفعميَاوان أَنْتُمَا؟)..!!!. تويتر: Arfaj1 Arfaj555@yahoo.com