في العام الماضي أبهرت جماهير الهلال والنصر قطبي العاصمة الوسط الرياضي المحلي والإقليمي والآسيوي بما قدمته من لوحات رائعة على المدرجات طوال مشوار الفريقين في دوري عبداللطيف جميل. جماهير النصر كانت كلمة السر وسلاحه الذي قاده لتحقيق بطولتي كأس ولي العهد ولقب الدوري، بعد غياب دام عقودا، فيما كانت جماهير الهلال هي الأجمل إبان مشاركة الفريق في دوري أبطال آسيا، حيث أبهرت آسيا كلها. التيفو الذي استقطبته جماهير الأصفر والأزرق نال استحسان الرياضيين، كما أنها كانت السباقة قبل عقدين من الزمن عندما نشرت ثقافة الأمواج التي بدأت في مونديال المكسيك 1986م. على النقيض تماما جماهير قطبي العاصمة هذا الموسم، فعلى الرغم من أن النصر والهلال يتنافسان على صدارة الدوري إلا أنها تواصل غيابها وهجرانها للمدرجات، بل إن الأمر امتد إلى عدم مؤازرة المنتخب السعودي إبان استضافته لخليجي 22 الشهر الماضي. الغياب الجماهيري لدى جماهير الرياض أصبح لغزا محيرا يتمنى المتابعون الرياضيون أن تفك هذه الشفرة في لقاء الليلة بين النصر والهلال في الجولة 12، وأن تعود الحياة لملاعب الرياض، بل إن نسبة التفاؤل لدى محبي الرياضة السعودية مرتفعة وينتظرون مفاجأة التيفو التي تُبدع جماهير الفريقين في تطبيقه حتى أضحت مدرجات ستاد الملك فهد أشبه باللوحة والتحفة الفنية التي لا يستطيع الرياضيون التوقف عن مشاهدتها.